في خطوة لافتة تؤكد التحول العميق في أولوياتها الخارجية، كشفت الحكومة الإسبانية من خلال وثيقة رسمية عن المكانة المتميزة التي باتت تحتلها العلاقات مع المغرب، ووصفتها بأنها من بين الأقوى والأكثر تنسيقًا على الإطلاق. الوثيقة، التي أصدرتها وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية لرسم ملامح سياستها الخارجية خلال الفترة من 2025 إلى 2028، وضعت الشراكة مع الرباط في صدارة أولوياتها الاستراتيجية.
وتؤكد الوثيقة أن العلاقات بين البلدين ليست مجرد تبادل مصالح، بل هي شراكة متعددة الأبعاد، تعززها لقاءات منتظمة رفيعة المستوى، أسفرت عن تقدم ملموس في الحوار السياسي، والتعاون الأمني والاقتصادي، إلى جانب مجالات التعليم والهجرة.
ولم تغفل إسبانيا البعد البيئي، حيث اعتبرت المغرب حليفًا رئيسيًا في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أهمية الاتفاقات المشتركة لحماية الأنواع المهاجرة وصون التراث الطبيعي في منطقة المتوسط.
أما الحدث الرياضي العالمي، كأس العالم 2030، الذي تستعد إسبانيا لتنظيمه إلى جانب المغرب والبرتغال، فاعتبرته الوثيقة مناسبة ذهبية لتكريس التقارب الثقافي والدبلوماسي، وتعزيز الجسر الحضاري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
في المجمل، تعكس هذه الوثيقة رؤية إسبانية واضحة المعالم، تبتعد عن المجاملات الشكلية والخطابات الانفعالية، وتتجه بثبات نحو بناء تحالف استراتيجي مع المغرب، أساسه الاحترام والتنسيق العميق والمستمر .
12/06/2025
