في خطوة أثارت موجة استياء عارمة داخل الأوساط التعليمية، صادق مجلس الحكومة برئاسة عزيز أخنوش، يومه الخميس , على تعيين السيدة منية موزوري مديرة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشرق، رغم كونها لم تكن سوى مسؤولة بسيطة داخل الأكاديمية، لا تملك لا التجربة الميدانية ولا الكفاءة البيداغوجية التي يقتضيها منصب بهذا الحجم الحساس.
لكن خلف هذا التعيين ما هو أبعد من مجرد قرار إداري ؛ فالمعطيات التي تحصلت عليها “كواليس الريف” تُؤكد أن انتماء موزوري لحزب التجمع الوطني للأحرار، الحزب الذي يقود الحكومة، كان العامل الحاسم في اختيارها، ضاربًا عرض الحائط بقائمة من الأسماء الوازنة في الساحة التعليمية، والتي راكمت سنوات من التجربة في تدبير المؤسسات التربوية وتنزيل الإصلاحات الكبرى على مستوى الجهة.
مصادر تعليمية مطلعة تحدثت للجريدة عن تدخلات فاضحة من داخل الحزب الحاكم بالجهة الشرقية ، مورست على لجنة الانتقاء، مما أدى إلى إقصاء عدد من المرشحين ذوي الكفاءة لصالح مرشحة “مدعومة سياسيًا”. وتؤكد نفس المصادر أن هذا التعيين يضرب مبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص، ويعيد إلى الواجهة إشكالية استغلال المناصب العليا في الترضيات السياسية.
فهل تتحول الأكاديميات الجهوية، التي تعتبر ذراع الإصلاح التربوي الجهوي، إلى ساحات ولاء حزبي ومناورة سياسية؟ وأين هو شعار “ربط المسؤولية بالمحاسبة” الذي ترفعه الحكومة في كل مناسبة؟
إن هذه الفضيحة ، تُنذر بانفجار أزمة ثقة جديدة بين نساء ورجال التعليم والحكومة، وتفتح بابًا واسعًا لتساؤلات حارقة حول مصداقية مساطر التعيين في المناصب العليا.
12/06/2025