في جلسة مشحونة أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد ظهر يومه الخميس ، فجر عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، والمعتقل حاليًا، مفاجآت مدوية وهو يتحدث لأول مرة عن خبايا علاقته الغامضة بـ”إسكوبار الصحراء”، والفيلا المثيرة التي تحولت إلى مسرح لسهرات ماجنة، وفق ما تدعيه التحقيقات.
بعيوي، وبنبرة دفاعية حادة، اعترف بتفاصيل شرائه وبيعه لـ”فيلا كاليفورنيا”، مؤكّدًا أنه اقتناها سنة 2009 بعد زواجه من سامية، التي كانت والدتها تخضع لعلاج من السرطان … المفارقة، بحسب روايته، أن الفيلا لم تُسكن قط، وتم بيعها لاحقًا بناءً على اتفاق مع زوجته السابقة، التي كانت ترغب في العودة إلى فرنسا ، لكن “إسكوبار الصحراء”، الاسم الذي يلاحقه الغموض، يدعي أن الفيلا كانت ملكًا له، وأن بعيوي والناصري استوليا عليها،!
وفيما حاول بعيوي إبعاد نفسه عن أي علاقة بالسهرات المشبوهة التي كانت تقام داخل الفيلا، جاء رد المحكمة قاسيًا، مستندًا إلى تقارير صادمة من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تشير إلى تزوير محتمل في وكالة البيع. المفاجأة الأكبر كانت عرض المحكمة لخبرة خطية تثبت أن التوقيع على الوثيقة مزور، ما دفع بعيوي للرد بحدة، مشككًا في مصداقية الخبرة ذاتها ومؤكدًا أن الوثائق المستند إليها قديمة ولا تطابق تاريخ الوثيقة المشبوهة.
ولم تتوقف المفاجآت هنا. المحكمة واجهت بعيوي بتصريحات تتعلق باتهامه لوالدة زوجته السابقة بسرقة مجوهرات، وهي التهمة التي نفى استغلالها للضغط على زوجته، معتبرًا أن شكايته حقيقية ومدعومة بشهود. وبرر وجود الدعوى بخلاف عائلي نشب حول فيلا أخرى في وجدة.
أما النقطة الأكثر إثارة في القضية، فكانت عند الغوص في علاقته بـ”الحاج بن إبراهيم”، الشهير بلقب “إسكوبار الصحراء”. يقول بعيوي إنه تعرف عليه صيف 2013 في السعيدية، عندما حاول الأخير شراء سيارته الفاخرة “رينج روفر” . بعد عدة لقاءات، تطورت العلاقة إلى صفقات عقارية، حيث قدم “المالي” نفسه كدبلوماسي، وأظهر جواز سفر دبلوماسي جعل بعيوي يطمئن لتعامله معه ( وفق بعيوي ) .
لكن تحت ضغط المحكمة، بدأت خيوط الرواية تتفكك. شهادات جديدة، من بينها تصريحات الفنانة لطيفة رأفت، ومساعد “المالي” توفيق زنطار، رسمت صورة مختلفة تمامًا. أكدت هذه الشهادات أن بعيوي كان يتردد على سهرات فاحشة رفقة سعيد الناصري، في مدن كبرى كوجدة والدار البيضاء، ما يربط اسمه مباشرة بنشاطات “إسكوبار” غير المشروعة.
أمام هذا السيل من الاتهامات، تمسك بعيوي ببراءته، متهماً خصومه بـ”الابتزاز والكذب”، ومشددًا: “درت فيه غير الخير”، في إشارة إلى الحاج بن إبراهيم، الذي وصفه بـ”النصاب الخطير”.
ومع تزايد الغموض، تبقى الحقيقة رهينة بما ستكشفه جلسات المحاكمة القادمة… هل ينهار جدار الصمت؟ أم ينجو بعيوي من قبضة “إسكوبار الصحراء”؟
12/06/2025