kawalisrif@hotmail.com

مشروع مارتشيكا البيئي بالناظور :    حلم كبير … يتعثر تحت وطأة الشعارات والإخفاقات الممزوجة بالفساد

مشروع مارتشيكا البيئي بالناظور :    حلم كبير … يتعثر تحت وطأة الشعارات والإخفاقات الممزوجة بالفساد

بينما احتفل شاطئ أركمان، التابع لإقليم الناظور، بالحصول مجددًا على شارة “اللواء الأزرق” لصيف 2025، تتوارى مؤسسة مارتشيكا خلف صمت ثقيل، تعكسه نتائج باهتة وأداء باهت في ملف البيئة والتنمية المستدامة. المؤسسة التي وُلدت تحت أضواء الوعود اللامعة، وُجدت اليوم محاصرة بإخفاقات متكررة، وأدوار غائبة، ومشاريع فقدت بوصلتها.

ففي واجهة هذا المشهد، تقف مديرة تهيئة بحيرة مارتشيكا “بوطالب”، التي رغم مرور أكثر من عامين على تعيينها، لا يزال سجلها شبه فارغ من الإنجازات. لا تأهيل بيئي للشواطئ، لا إدماج في التصنيفات الوطنية والدولية المعنية بالاستدامة، ولا حتى إشارات خجولة إلى توجه استراتيجي واضح. أما الذراع التطويري للمؤسسة ( شركة مارتشيكا ميد ) ، والذي يشرف عليه صديقها غنيمي، فيبدو أكثر انشغالًا بالصفقات والعلاقات مع مكاتب الدراسات، بدل الانكباب على جوهر المهمة: بيئة نظيفة، ومارينا حديثة، وتنمية حقيقية.

وفي وقتٍ نجح فيه المغرب في ضمان 28 شاطئًا ضمن قائمة “اللواء الأزرق”، لم تتمكن مارتشيكا من إدراج أي من شواطئها أو مرافقها الترفيهية في هذا التصنيف البيئي الرفيع. شواطئ بوقانة، والمهندس، والمنطقة الصناعية على كورنيش الناظور، كلها تعاني من الإهمال، ومن غياب أدنى شروط النظافة والتأهيل، وكأنها خارج خريطة الاهتمام الوطني.

السؤال الجوهري هنا :   لماذا عجزت مؤسسة مارتشيكا عن تلبية معايير اللواء الأزرق؟ المعايير ليست سرًا : جودة المياه، النظافة، التوعية البيئية، والأمن. وهي متطلبات نجح فيها آخرون، دون موارد ضخمة أو ميزانيات فلكية. فما الذي يمنع مارتشيكا من تحقيقها؟

الجواب يبدو واضحًا: غياب الكفاءة، انعدام الرؤية، والاحتماء وراء شعارات براقة تخفي فراغًا إداريًا مقلقًا. بعد سنتين من التسيير، لم نرَ تغييرًا ملموسًا لا في البنية البيئية، ولا في إشراك المواطنين، ولا حتى في تسويق المشروع كواجهة خضراء حديثة للناظور. بل يخيّل للمتابع أن ما تحقق إلى حد الآن لا يتعدى الاستفادة من الامتيازات، وركوب السيارات الفارهة، وتلقي رواتب ضخمة بلا أثر.

مشروع مارتشيكا، الذي انطلق ذات يوم كحلم بيئي واعد، يعيش اليوم تحت وطأة التدبير الشخصاني، والجمود الإداري، وسوء الأولويات. أمام هذا الواقع، لا بد من طرح السؤال بشجاعة: ما هي القيمة المضافة التي قدمتها بوطالب وصديقها غنيمي؟ ومتى سنشهد ربطًا حقيقيًا بين المسؤولية والمحاسبة، بعيدًا عن المجاملات وتزيين الفشل؟

الناظور لا تحتاج وعودًا جديدة، بل تحتاج قيادة جديدة، بروح بيئية حقيقية، ونَفَس إنقاذي عاجل يعيد الحلم إلى سكته الصحيحة .

 

13/06/2025

Related Posts