يشهد إقليم الحسيمة حراكًا انتخابيًا غير مسبوق، وذلك قبل عام على انطلاق الانتخابات التشريعية المقررة صيف 2026، حيث بدأت ملامح المنافسة تشتعل مبكرًا، وسط ترقب واسع من الناخبين، ومشاركة أسماء سياسية من العيار الثقيل، تسعى للظفر بثلاثة مقاعد نيابية خصصت للإقليم.
في تطور مفاجئ قد يغير خارطة التوازنات، أعلن محمد بودرة، البرلماني السابق باسم حزب الأصالة والمعاصرة، رئيس جماعة الحسيمة والجهة السابق ، عن خوضه الاستحقاقات المقبلة تحت لواء حزب التقدم والاشتراكية، قاطعًا بذلك حبل الود مع “البام” بعد تعثر مفاوضاته مع قيادة الحزب حول ترشيح الحسيمة ورفضه لأنانية الحموتي .
بودرة، الذي كان يرأس الجهة سابقًا، يعود إلى الواجهة معلنا التحدي ، حاملاً معه تجربة سياسية مهمة وطموحات لا تقل سخونة عن طبيعة المشهد الانتخابي المرتقب.
في المقابل، لا يزال نور الدين مضيان، أحد كبار حزب الاستقلال وواحد من أقدم البرلمانيين في تاريخ الدائرة، رقماً صعبًا يصعب تجاوزه. مضيان، النائب البرلماني منذ حوالي ثلاثين سنة، يُعدّ حتى الآن المرشح الأوفر حظًا لتصدر نتائج الانتخابات في الإقليم، مستفيدًا من قاعدة شعبية متجذرة وتجربة انتخابية عميقة.
السباق نحو البرلمان لا يتوقف عند هذا الحد؛ فالمعركة تزداد احتدامًا مع عزم ملياردير الريع والبرلماني الطاهر البوطاهري ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد الحموتي البرلماني عن الأصالة والمعاصرة، الذي باتت حظوظه محل شك بسبب ترشح بودرة. كما يعود إلى الواجهة محمد الأعرج، الوزير السابق والقيادي في حزب الحركة الشعبية، إلى جانب عبد الحق أمغار، البرلماني عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يعول على إرث سياسي واجتماعي بالمنطقة.
وتتحدث مصادر عن دخول مرشحين آخرين قد يقتصر دورهم على ملء الفضاء الانتخابي دون أن يكون لهم وزن حقيقي في المنافسة، أو كما يسميهم المتتبعون: “أرانب السباق”.
كل المؤشرات تنذر بصيف انتخابي حارق في إقليم الحسيمة، حيث تختلط الحسابات السياسية بالتوازنات القبلية والمحلية، في معركة لا تقل شراسة عن أي مواجهة انتخابية وطنية. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بكشف تفاصيل هذا المشهد الانتخابي الآخذ في الاشتعال.
14/06/2025