منذ أن وطئت قدماه مقر عمالة الدريوش، تَعلّقت عليه آمال كبيرة، فقد اعتُبر عامل الإقليم عبد السلام فريندو من أنزه رجالات الداخلية، وراهن كثيرون على أن يكون نقطة تحوّل في مسار التنمية ومحاربة الفساد في هذه الرقعة المهمّشة من الوطن ، والتي غرس جذورها العامل السابق محمد روشدي .
لكن … يبدو أن الرجل وقع في الفخّ: فخّ إدارة تُخفي خناجرها خلف الابتسامات، وتنسج خيوط المصالح في الظل.
رئيس قسم الشؤون الداخلية – المفترض فيه أن يكون عين العامل وأذنه – ليس سوى وسيط غير معلن بين بارونات المال والإنتخابات ، يقدّم تقارير مُفخّخة، محشوّة بنفاق إداري، تعكس “ما يُراد للعامل أن يراه”، لا الحقيقة على الأرض.
أما الكاتب العام للعمالة، فحدّث ولا حرج ! الرجل، الذي يدين بالولاء لآل البوكيلي ، بدل أن يكون ساعدًا أيمن للعامل، أصبح لسانًا ساخرًا، يتندر في المجالس المغلقة بأن “عامل الدريوش لا يفهم شيئًا” – بكوش واها، حسب تعبيره – وفق مصدر مسؤول في إفادته لكواليس الريف – في إشارة لا تخلو من الاحتقار لإرادة رجل ربما هو الوحيد الذي يريد فعلاً أن يُحدث فرقًا.
ولم يتوقف التآمر هنا؛ فقد تحوّلت بعض الأقسام داخل العمالة إلى جزر منعزلة تشتغل ضد التيار، وتُجهض بصمت كل محاولة إصلاحية، مستغلّين ثقة العامل المفرطة فيهم. والثقة، حين تُمنح للخطأ، لا تكون فضيلة… بل كارثة إدارية ، وهنا يمكن ذكر رئيس قسم الميزانية ، ورئيس قسم الجماعات الترابية .
فهل يُعقل أن يُترك رجل نزيه محاطًا بموظفين يتواطؤون ضد المصلحة العامة؟ هل ينتظر انفجار الوضع حتى يتحرّك؟ أم أن الفساد أصبح مؤسَّسًا لدرجة أنه يحارب أي استقامة باعتبارها “خطأ إداريًا”؟
إنها ليست مجرد إشارات، بل وقائع تتطلب فتح تحقيق نزيه وشجاع من العامل ، لا لحماية نفسه ، بل لحماية ما تبقى من أمل في إدارة محلية يُفترض أن تكون رافعة تنمية، لا مقبرة نزاهة.
14/06/2025