في عرض جديد من عروض العبث السياسي، خرج وزير الاتصال الجزائري، محمد مزيان، بتصريحات أقل ما توصف به أنها غريبة الأطوار، حيث اتهم المغرب بـ”سرقة” طبق الكسكس، مدعيًا أن هذا الطبق العريق ليس إلا اختراعًا جزائريًا خالصًا !
الوزير، الذي بدا وكأنه يستنجد بالتاريخ دون أن يحضر أي دليل فعلي، أعلن أن “جميع المؤرخين القدامى” – دون أن يسمّي أحدًا منهم – يؤكدون أن الكسكس وُلد في الجزائر، مع أطباقه ومغارفه، وكأن الكسكس وثيقة دولة أو اكتشاف علمي فريد من نوعه.
ولم يتوقف عند هذا الحد، بل مضى في اتهام المغرب بـ”استغلال” العشرية السوداء – تلك الحقبة المظلمة التي عصفت بالجزائر – للاستحواذ على التراث الجزائري، من الأغاني وحتى طراز النوافذ !
اللافت أن الوزير الجاهل تجاهل تمامًا أن منظمة اليونيسكو ذاتها اعترفت بالكسكس كتراث مشترك، بعد ملف موحّد قدّمته أربع دول مغاربية، من بينها الجزائر نفسها ، رغم أن المغرب هو المالك الأصلي للكسكس … فهل نسي الوزير أن الجزائر وقّعت على نفس الوثيقة التي تؤكد أن الكسكس تراث مغاربي جماعي؟ أم أنه قرر، ببساطة، إعادة كتابة التاريخ على طريقته الخاصة؟
بينما تنشغل الدول بالنهوض باقتصاداتها وتعزيز استقرارها، يبدو أن بعض المسؤولين في الجزائر اختاروا الدخول في معارك “الكسكس” و”الكُسكسيّة”، في محاولة يائسة لصناعة عدو خارجي، حتى لو كان ذلك على حساب المنطق والواقع.
14/06/2025