مدريد – كواليس الريف :
تصاعد الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية بشأن مستقبل مدينتي سبتة ومليلية، وسط مخاوف من أن تتحول المدينتان المحتلتان إلى ورقة تفاوض جديدة في يد الحكومة الإسبانية، وذلك بعد توقيع الاتفاق السياسي الأخير بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول مستقبل جبل طارق.
وأثار الاتفاق، الذي أبقى “الصخرة” تحت نفوذ بريطاني، تساؤلات حول ما إذا كانت حكومة بيدرو سانشيز تخطط لتكرار النموذج نفسه مع المغرب، من خلال تقاسم السيادة على سبتة ومليلية، في إطار ما يُوصف بمسار “تطبيع سياسي تدريجي” مع الرباط.
وفي هذا السياق، صرّح النائب البرلماني السابق، أليخاندرو فيرنانديز، بأن “الاتفاق بشأن جبل طارق ما هو إلا تمهيد لخطة سانشيز المقبلة: السيادة المشتركة مع المغرب على سبتة ومليلية”. وأضاف في تدوينة مثيرة للجدل على منصة X: “سيحاولون تقديم الأمر كأنه انتصار تاريخي. احفظوا هذا التصريح، فأنتم ستحتاجونه”.
بدورها، حذّرت صحيفة El Debate الإسبانية في تقرير بعنوان “سبتة ومليلية وخطرُ أن تكونا جزءًا من التنازلات المستقبلية للمغرب بعد التنازل عن جبل طارق”، من أن المدينتين قد تكونان الثمن القادم في سلسلة التنازلات الجيوسياسية، في ظل ما وصفته بـ”تراخي مدريد في الدفاع عن سيادتها”.
وتخشى المعارضة الإسبانية من أن يشكل الاتفاق مع لندن حول جبل طارق سابقة قد تستند إليها الحكومة في مفاوضات مستقبلية مع المغرب، ما يضع مستقبل المدينتين تحت مجهر الشك، ويطرح تساؤلات جدّية حول مفهوم السيادة في السياسة الخارجية الإسبانية.
14/06/2025