إدريس لشكر يشعلها من بني ملال :   رسائل نارية، وإشارات مبطنة … نحن لسنا حزب التعليمات !

في خطاب لا يخلو من التحدي والرسائل المشفرة، أطلق إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، شرارة سياسية جديدة من قلب بني ملال، خلال افتتاح المؤتمر الجهوي لحزبه، مساء السبت.

“لسنا حزب التعليمات ولا نركع للهيمنة” — بهذه العبارة النارية، رسم لشكر حدود تموقع حزب الوردة في الخريطة السياسية، مؤكدًا أن الاتحاد الاشتراكي يرفض الاصطفافات الفاشلة، ولا يرضى بأن يُساق بتوجيهات من خلف الستار. في تلميح صارخ إلى محاولات قوى خفية لإعادة تشكيل المشهد السياسي بمنطق السيطرة.

ولم يكتف لشكر بالإيحاء، بل صعد لهجته معلنًا أن حزبه وُلد من رحم الديمقراطية ولن يرتضي بديلاً عنها، مؤكدًا أن شرعية المشروع الاتحادي تنبع من التاريخ النضالي لا من تحالفات موسمية أو صفقات ظرفية.

وفي هجوم مباشر وصريح، حمّل لشكر الحكومة مسؤولية الإخفاق في تنفيذ وعودها، وعلى رأسها وعد “المليون منصب شغل”، متهمًا إياها بالاحتماء خلف مبررات الجفاف وزلزال الحوز لتبرير فشلها الذريع.

وانتقد ما وصفه بـ”التمدد الليبرالي” الذي يطبع سياسات الحكومة، قائلاً بنبرة ساخرة إن “منطق السوق وحده لا يصنع العدالة الاجتماعية”، في إشارة إلى التباعد المتزايد بين الخط الليبرالي والنهج التقدمي الذي يتبناه حزبه.

وأعلن لشكر أن التحضيرات للمؤتمر الوطني، المقرر في أكتوبر المقبل، قد انطلقت بالفعل، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة ترتيب الصفوف الداخلية، استعدادًا لما وصفه بـ”المعركة السياسية القادمة”، والتي تتطلب حسب قوله، وضوحًا في الرؤية واستقلالية في القرار.

كل هذا التصعيد يأتي في سياق سياسي مرتبك، حيث لم تهدأ بعد التساؤلات حول موقف الاتحاد الاشتراكي من حزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصًا بعد انسحاب مفاجئ من ملتمس رقابة ضد الحكومة، اعتُبر في بعض الأوساط “صفقة سياسية غير معلنة”.

ورغم الغموض، يواصل لشكر التشبث بخطاب الاستقلالية السياسية، مؤكدًا أن حزب الوردة يصطف فقط مع “الجهة الغالبة في السياسة” — عبارة مبهمة تحمل بين طياتها أكثر من تأويل، وتفتح الباب واسعًا أمام احتمالات متعددة، تتراوح بين معارضة نقدية متأنية، وانخراط محسوب في معادلات تحالفات المستقبل.