في عالم تتعدد فيه الجنسيات وتتنافس فيه الدول على النفوذ، يبرز جواز سفر لا يشبه سواه، لا تُصدره دولة، ولا يرتبط بإقليم، بل ينتمي لكيان عريق عمره يقارب الألف عام: النظام العسكري السامي لفرسان مالطا.
بين أكثر من 190 جواز سفر معترف به حول العالم، يتميز جواز فرسان مالطا بندرته وغموضه؛ فعدد حامليه لا يتجاوز 500 شخص فقط، جميعهم ينتمون إلى الطبقة العليا في هرم هذا الكيان ذي الطابع الإنساني والديني.
تُمنح هذه الوثيقة الاستثنائية لأشخاص بعينهم:
-الرئيس الأعلى للنظام
-أعضاء المجلس السيادي
-الدبلوماسيون أثناء أداء المهام الرسمية
وفي حالات نادرة: زوجاتهم وأبناؤهم القاصرون
رغم أن فرسان مالطا لا يملكون أرضًا أو إقليمًا، فإنهم يتمتعون بوضعية قانونية دولية، ولهم علاقات دبلوماسية نشطة مع أكثر من 114 دولة، بفضل ما يتمتعون به من حياد سياسي صارم يجعلهم مؤهلين للعب أدوار الوساطة في الأزمات والنزاعات الدولية.
يحمل الجواز لونًا قرمزيًا فخمًا، تتوسطه حروف ذهبية أنيقة، ويمتد سريانه لأربع سنوات فقط. وهو مصمم وفق أحدث المعايير البيومترية، لكن لا يُستخدم للسياحة أو السفر الشخصي، بل يقتصر على المهام الرسمية التي تخدم مصالح النظام الدولية.
جواز فرسان مالطا ليس مجرد وسيلة عبور، بل رمز دبلوماسي عتيق يُجسد تاريخًا من الحياد والنفوذ الهادئ. إنه تذكرة للعبور إلى عالم آخر… حيث لا تُقاس القوة بالحدود، بل بالتأثير.
16/06/2025
