في فصل جديد من فصول العبث الإداري، أكدت الكونفدرالية الهيدروغرافية لوادي الوادي الكبير (CHG) أنها أنجزت بنجاح توسيع محطة تحلية المياه بمليلية المحتلة، وسلمتها كاملة، مع أربع وحدات تعمل “بشكل مثالي”، على حد تعبيرها. كل شيء كان على ما يرام… باستثناء شيء صغير: حكومة الاحتلال نسيت أن تخبر الشركة بأن أنبوبًا انفجر في يناير الماضي !
نعم، خمسة أشهر كاملة تجاهلت فيها حكومة مليلية إرسال تقرير بسيط عن كسر في أنبوب ضغط داخل الوحدة الرابعة. ربما كانوا ينتظرون أن يُصلح الأنبوب نفسه بنفسه، أو أن تقوم به العناية الإلهية بدلًا من الشركة المصنّعة.
وفي بيانها الصادر حديثًا، لم تُخفِ الكونفدرالية إحباطها، مؤكدة أنه منذ 6 مارس 2024 تم التأكد تقنيًا من الكفاءة الكاملة لجميع الوحدات الأربع العاملة بتقنية الأسموزية العكسية. لكن المفاجأة؟ لا يمكن تشغيلها كلها معًا، لأن الخط الكهربائي ببساطة “ما فيهش كافية”. ثلاث وحدات فقط في المرة الواحدة، ريثما تقرر سلطات الاحتلال أن تُحدث خطًا كهربائيًا يليق بسكانها.
ولا تتوقف المفارقة هنا. فقد أشارت الكونفدرالية إلى أن الحكومة الإسبانية استثمرت ما يقارب 30 مليون يورو في هذا المشروع، “لتقديم الخدمة التي يستحقها سكان مليلية”، وكأن النية الحسنة وحدها تكفي. لكن – كما هو متوقع – كل تلك الملايين قد تذهب سدى إذا استمرت حكومة مليلية في إدارتها الكاريكاتورية لمرفق حيوي كهذا.
يمكنك أن تبني المحطة، وتشتري المعدات، وتضخ الملايين، لكن طالما أن عقلية “المماطلة” و”البيروقراطية العتيقة” تحكم المشهد، فإن النتيجة لن تكون سوى ماء… على الورق.
16/06/2025