في رد رسمي حاسم على سيل من الإشاعات التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، أكد وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار أن بلاده ترفض جملة وتفصيلا ما تم تداوله من أنباء بشأن تقديم دعم عسكري لإيران أو توجيه تهديدات نووية تجاه إسرائيل.
وشدد دار خلال مداخلة له أمام البرلمان الباكستاني، على أن باكستان دولة نووية مسؤولة، وأن برنامجها النووي والصاروخي وضع خصيصا لضمان أمنها الوطني وحماية سلامة أراضيها، لا من أجل الانخراط في صراعات خارجية أو تنفيذ أجندات إقليمية لا تعكس المصالح الباكستانية.
ونفى الوزير الباكستاني نفيا قاطعا أن تكون بلاده قد أصدرت أي تهديد يتعلق باستخدام الأسلحة النووية ضد أي طرف، مؤكدا أن تداول مثل هذه المعلومات الكاذبة والمضللة لا يعد فقط تضليلا للرأي العام، بل يمثل أيضا انتهاكا خطيرا للمصالح العليا للدولة، وتشويها متعمدا لصورتها أمام المجتمع الدولي.
وأضاف المسؤول ذاته أن إطلاق تصريحات غير مسؤولة حول قضايا على درجة عالية من الحساسية، مثل الملف النووي أو العلاقات الإقليمية، لا يخدم إلا الأجندات المشبوهة ويقوض مكانة باكستان الدبلوماسية ويهدد استقرارها الداخلي.
وحذر دار من مغبة الانجراف وراء الروايات المفبركة التي يجري تداولها دون تحقق أو تدقيق، مشيرا إلى أن بعض الجهات تسعى جاهدة لزج بلاده في صراعات إقليمية لا شأن لها بها، مستغلة مناخ التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار.
ودعا الوزير الباكستاني جميع وسائل الإعلام والمواطنين ورواد الشبكات الاجتماعية إلى التحلي بروح المسؤولية والاعتماد فقط على المصادر الرسمية والموثوقة، معتبرا أن الوقوع في فخ الإشاعة هو خدمة مجانية لمروجي الفتنة ومقاولي الحروب الإعلامية.
وبينما يستمر الجدل حول المواقف المتشابكة في المنطقة، تؤكد باكستان، من خلال هذا الموقف الرسمي الصريح، تمسكها بسياسة الحياد الإيجابي والدفاع المشروع، وتجدد رفضها لأي شكل من أشكال التورط في معارك لا تخدم سوى من يتربصون بأمن واستقرار شعبها.
17/06/2025