في ضربة جديدة لشبكات تهريب الوقود المرتبطة بتهريب المخدرات، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، بتنسيق مع جهاز المراقبة الجمركية التابع لوكالة الضرائب، عن مصادرة قارب سريع بطول 14 مترًا مجهّز بمحركات تبلغ قوّتها 1.200 حصان، كان مخصصًا لما يُعرف بعمليات “البيتاكيو” لتزويد قوارب تهريب المخدرات بالوقود.
العملية نُفذت على بعد 10 أميال بحرية جنوب سواحل هويلفا، حيث تم رصد قارب يُشبه قوارب الهجرة غير النظامية من نوع “بالتيرا” وهو يقترب من قارب تهريب سريع من نوع “غوما”، في محاولة لتزويده بـ130 عبوة وقود تحتوي على ما مجموعه 3.250 لترًا من البنزين.
في فجر يوم 31 ماي الماضي، تدخلت دورية “ألكاتراز” بعد رصد العملية، تلتها وحدة “فينيكس II” التي حاولت اعتراض القارب السريع. إلا أن المهربين حاولوا الهرب عبر الاصطدام عمدًا بالدورية، في سلوك يبرز مدى خطورة وتحدي هذه الشبكات لأجهزة الأمن، قبل أن يتم توقيفهم دون تسجيل إصابات.
السلطات الإسبانية أكدت أن المعتقلَين وُجِّهت لهما تهم تتعلق بالتهريب وتهديد الأمن العام، وتم وضعهما تحت الحجز الاحتياطي بأمر قضائي. كما تمت مصادرة القارب المحمّل بتقنيات متطورة من بينها رادار وهاتف فضائي، في مشهد يعكس تطور وسائل شبكات التهريب.
وتُجرى حاليًا تحقيقات موسعة للكشف عن باقي المتورطين في الشبكة، وسط حديث عن وجود بنية لوجستية منظمة تمتد من سواحل هويلفا إلى قنوات الدعم البحري لقوارب “الغوماس”، التي تنشط على طول الساحل الجنوبي الإسباني، خاصة قرب سبتة ومليلية المحتلتين، حيث تتكرر مثل هذه العمليات المشبوهة في غياب تنسيق أمني حقيقي وشامل مع المغرب.
الواقعة تفتح باب التساؤل من جديد حول دور سلطات الاحتلال في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، والتي لطالما شكلتا بؤرتين لعمليات تهريب متشابكة، وسط تزايد التقارير عن تغاضي بعض الأجهزة عن حركة القوارب السريعة، ما يعزز فرضيات تورط بعض الأطراف في تسهيل الإمدادات اللوجستية لهذه الشبكات.
17/06/2025