kawalisrif@hotmail.com

مناورات عسكرية ضخمة شمال المغرب :       إسبانيا تطلق عملية “ديدالو 25-2” عبر مضيق جبل طارق من مالقا إلى سبتة

مناورات عسكرية ضخمة شمال المغرب : إسبانيا تطلق عملية “ديدالو 25-2” عبر مضيق جبل طارق من مالقا إلى سبتة

في خطوة تعبّر عن تصاعد الحضور العسكري الإسباني على الساحتين المتوسطية والأطلسية، أطلقت البحرية الإسبانية يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، المناورات البحرية الكبرى “ديدالو 25-2″، التي تستمر حتى 7 يوليوز المقبل، في إطار استراتيجية دفاعية طموحة ترمي إلى تأكيد جاهزيتها واستعدادها للردع والمواجهة في مناطق ذات أهمية جيوسياسية متزايدة.

ويعد عبور مضيق جبل طارق أحد أبرز محاور هذه العملية، التي ستتخللها توقفات عملياتية في كل من سبتة المحتلة ومدينة مالقة خلال الفترة ما بين 21 و23 يونيو، في رسالة رمزية لا تخفى دلالاتها في ظل التوترات الأمنية جنوب المتوسط.

تخضع العملية لإشراف مباشر من قيادة العمليات البرمائية والقتالية للأسطول الإسباني، وتعتمد على هيكل قتالي متقدم يتمثل في حاملة الطائرات البرمائية “خوان كارلوس الأول”، المدعومة بسفينة الإنزال البرمائي “غاليسيا”، والفرقاطة المتطورة “بلاس دي ليزو”، وسفينة الإمداد اللوجستي “كانتابريا”، إضافة إلى وحدة جوية بحرية ومجموعة مشاة بحرية معززة.

هذا الانتشار يُظهر قدرة البحرية الإسبانية على إسقاط القوة من البحر إلى البر، وتنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الأبعاد في إطار تكتيكي وتحالفي متطور.

خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 30 يونيو، ستشارك المجموعة في مناورات عسكرية مشتركة مع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تشمل تدريبات جوية تكتيكية، وتمارين إنزال برمائي مشتركة مع القوات الفرنسية في جزيرة كورسيكا، فضلًا عن تدريبات بالذخيرة الحية في ميادين كرواتيا ورومانيا.

وتهدف هذه الأنشطة إلى رفع مستوى التناغم العملياتي بين الجيوش الحليفة، واختبار قدرات الردع المشترك في البيئات البحرية المتأزمة، مع التركيز على سيناريوهات محتملة في حروب الجيل الرابع.

في تمهيد ميداني لهذه المناورات، خضعت الوحدات المشاركة لتمرين قتالي مسبق تحت مسمى “SINKEX 25″، والذي تضمن تدمير سفينة خارجة عن الخدمة باستخدام ذخيرة حية. وقد مكنت هذه التجربة الواقعية من تقييم فعالية أنظمة الأسلحة المتطورة، والتدريب على تنسيق الضربات بين السفن والطائرات، والتعامل مع سيناريوهات قتال بحري واقعي.

وقد أعلنت القيادة البحرية أن نتائج هذا التمرين أظهرت مستوىً عاليًا من الجاهزية والانضباط القتالي، يؤهل الوحدات لتنفيذ مهام دقيقة في بيئات مشحونة بالمخاطر.

لا تخلو عملية “ديدالو 25-2” من رسائل سياسية وأمنية واضحة، فهي تُجسّد التزام إسبانيا الصريح بتعهداتها داخل حلف الناتو، وتعزز من مكانتها كقوة بحرية قادرة على القيادة والانتشار في مسارح العمليات متعددة الجنسيات.

تشكيلة المجموعة – التي تضم سفن هجومية، طائرات عمودية ومقاتلة، فرقاطات متطورة، ووحدات مشاة بحرية – تعكس قدرة إسبانيا على نشر قوة استكشافية مرنة وسريعة التحرك، قادرة على التعامل مع أي أزمة أمنية بحرية سواء في حوض المتوسط أو على تخوم الأطلسي.

17/06/2025

Related Posts