في حادثة غير مسبوقة أثارت موجة من الغضب في الأوساط السياسية والحقوقية الأميركية، أقدم عناصر من جهاز الهجرة والجمارك الأميركي (ICE) يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 على اعتقال براد لاندر، المفتش العام لمدينة نيويورك وأحد المرشحين البارزين لمنصب العمدة، وذلك أمام المحكمة الفيدرالية للهجرة عقب حضوره جلسة محاكمة لمهاجر كان يرافقه.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي لحظات توقيف لاندر من قبل عناصر ملثمين، حيث بدا وهو يحتج على توقيفه بقوله: “لا تملكون مذكرة قضائية ولا تملكون صلاحية اعتقال مواطن أميركي”، قبل أن يتم تكبيله واقتياده بعيدًا، وهو ما قوبل بموجة من الانتقادات الواسعة.
وتُعد هذه الخطوة تصعيدًا جديدًا في سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب التي لطالما اتُهمت باستهداف المهاجرين وناشطي الدعم القانوني لهم، حتى أثناء تواجدهم داخل قاعات المحاكم. ولكن اعتقال مسؤول منتخب من قبل الشعب، بهذه الطريقة العلنية، شكّل سابقة مثيرة للجدل تعيد للأذهان حادثة اعتقال السيناتور الديمقراطي أليكس باديلا الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي في لوس أنجلوس.
وفي أول تعليق من عائلته، نشرت زوجته ميغ بارنيت عبر منصة X: “أثناء خروجه من المحكمة بعد مرافقة أحد المتهمين، تم توقيف براد من قبل عناصر ملثمين تابعين للـ ICE، ولا يزال محتجزًا حتى اللحظة. نتابع الوضع عن كثب.”
المرشح الديمقراطي لانتخابات بلدية نيويورك زهران مامداني وصف الواقعة بـ”الفاشية”، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه، وأضاف: “على جميع سكان نيويورك أن يرفعوا صوتهم الآن”. بينما صرّح السيناتور غوستافو ريفيرا قائلاً: “هذا مثال آخر على استبداد جهاز ICE، وما فعله لاندر هو الشجاعة التي نحتاج إليها الآن أكثر من أي وقت مضى”.
أما النائب الديمقراطي غريغ كاسار من تكساس، فقد كتب: “تم توقيف لاندر لمجرد سؤاله: (هل تملكون مذكرة توقيف؟) — لقد كان يدافع عن الحقوق الأساسية لجميع الأميركيين. يجب إطلاق سراحه فورًا، ويجب أن نحتذي بشجاعته”.
يُذكر أن المهاجر الذي كان برفقة لاندر تم رفض طعنه القانوني وأُمر بترحيله، بينما يظل مصير لاندر معلقًا في ظل صمت رسمي من السلطات الفيدرالية.
تسلّط هذه الحادثة الضوء على التوتر المتزايد بين مؤسسات إنفاذ القانون الفيدرالية والسلطات المحلية، خصوصًا في ظل الحملات الانتخابية التي تحتدم في نيويورك، وتثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حول حدود صلاحيات جهاز ICE، ومكانة الحريات المدنية في الولايات المتحدة ما بعد إدارة ترامب.
18/06/2025