ما تزال ساكنة الجماعة القروية أربعاء تاوريرت، التابعة لإقليم الحسيمة، تعيش في ظروف صعبة تحت وطأة التهميش والإقصاء الممنهج، في ظل غياب أبسط مقومات العيش الكريم، ما يعكس فشل المجلس الجماعي الحالي في تدبير الشأن المحلي، وسط استياء واسع من السكان تجاه ما وصفوه بـ”الغموض” الذي يطبع تسيير الجماعة رغم توالي الدورات العلنية والسرية لعقود دون نتائج تُذكر.
وأكد عدد من أبناء المنطقة، في تصريحات لـ”كواليس الريف”، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم أو أسماء الدواوير التي ينحدرون منها مخافة التعرض للمضايقات، أن الجماعة تعاني عزلة شبه تامة بسبب تفشي مظاهر الفساد وسوء التدبير، إضافة إلى غياب إرادة حقيقية لدى المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم رئيس الجماعة، في معالجة الملفات الاجتماعية وفك العزلة عن السكان.
وأشار المتحدثون إلى أن مشاريع التنمية لا تزال حبراً على ورق، فيما الميزانيات المرصودة تتبخر دون أن تترك أثراً ملموساً، مؤكدين أن البنية التحتية تكاد تكون منعدمة، مما يطرح أكثر من سؤال حول مصير المشاريع المتعلقة بالطرق، والمدارس، والبنية الإسمنتية، فضلاً عن برامج التنمية البشرية التي تغيب بشكل شبه كلي.
ويتساءل شباب الجماعة عن موعد رفع التهميش والمعاناة عن الساكنة، وعن الجهة التي ستنهي ما وصفوه بـ”مرحلة رئيس يختبئ تحت عباءة الأحزاب والأعيان وأصحاب النفوذ”، في وقت ترفع فيه الدولة شعار ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي هذا السياق، يطالب عدد من أبناء الجماعة السلطات المختصة بالتدخل العاجل لإخراج مناطقهم من دائرة التهميش، والوقوف على حجم المعاناة، والتحقيق في كيفية صرف الميزانيات، مؤكدين أن الأمل معقود على تدخل عمالة الإقليم، من أجل وضع حد لما وصفوه بـ”الإهمال الذي تعانيه جماعة أربعاء تاوريرت منذ سنوات”.
18/06/2025