kawalisrif@hotmail.com

إيطاليا :  الطفل المغربي “أيمن أنقذهم … فاختفيا فمات هو :   عندما يصبح دم المهاجر أرخص من الشكر !”

إيطاليا : الطفل المغربي “أيمن أنقذهم … فاختفيا فمات هو :   عندما يصبح دم المهاجر أرخص من الشكر !”

أيمن، طفل مغربي عمره 16 سنة، مات غرقًا وهو يحاول إنقاذ سائحين — أوكراني ومولدوفية — من الموت في بحر إيطاليا. لم يُطلب منه ذلك، لم يكن من رجال الإنقاذ، لم يكن يعرفهم حتى. كل ما فعله أنه سمع صراخهما فاندفع بدافع إنساني خالص، بدافع نادر، اندفع بروح لا تجدها اليوم لا في مسؤول ولا في سياسي. أنقذهما… ثم بلعه البحر.

السائحان — بطلا قصة النجاة — 30 سنة ،  لم يعودا إلى الشاطئ ليشكرا منقذهما. لم يتواصلا مع عائلته. لم يقدما حتى كلمة تعاطف. اختفيا… كأن حياة أيمن كانت تفصيلًا صغيرًا على هامش نزهة صيفية مزعجة.

هل كان سيتغير الأمر لو كان أيمن إيطاليًا؟ أو أوروبيًا ؟ هل كانت ستنظم له حملات تبرع ضخمة؟ نصب تذكاري؟ هل كنا سنشاهد السائحين يبكيان على القنوات ويقدمان الورود لأمه المكلومة؟ أم أن جنسيته المغربية وكونه ابن مهاجر جعل من حياته شيئًا يمكن تجاوزه بلا حتى كلمة “شكراً”؟

هنا مربط الفرس. هنا تتعرى القيم التي تُروَّج في الغرب: الإنسانية، الامتنان، الكرامة. كلها تبدو عظيمة… إلى أن يأتي الدور على “واحد من أولاد المهاجرين”.

أيمن ليس فقط بطلاً. بل فضيحة تمشي على أقدام هؤلاء الذين أنقذهم. فضيحة لكل من لا يرى في تضحيته سوى “خبرًا لطيفًا” عابرًا، بدل أن تكون لحظة حساب مجتمعي عن كيف ننظر للآخر، ولمن يُعطينا حياته، ثم نواصل يومنا وكأن شيئًا لم يكن.

 

19/06/2025

Related Posts