أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية في سبتة المحتلة عن توقيف رجل حاول تهريب كيلوغرامين من الحشيش، مخبّأة بطريقة مثيرة للسخرية في أنحاء متفرقة من جسده ، أبرزها منطقة البطن المعروفة اصطلاحًا باسم “لوح الشوكولاتة”، إلى جانب الصدر والساقين والمؤخرة .
وجرى التوقيف داخل ميناء سبتة، بينما كان المشتبه فيه يهمّ بالصعود إلى عبارة متجهة نحو ميناء الجزيرة الخضراء. وقد لفت ارتباكه انتباه عناصر الشرطة أثناء فحص وثائق المسافرين، مما دفعهم إلى إجراء تفتيش جسدي أسفر عن اكتشاف 20 صفيحة من الحشيش مربوطة بإحكام حول جسده.
ولم تكن فقط الكمية الملفوفة بطريقة غريبة ما أثار شكوك المحققين، بل أيضًا الرائحة القوية للمخدرات المنبعثة من “الحمولة الجسدية”، إلى جانب الأغلفة اللافتة للنظر التي حملت أسماء مستوحاة من الثقافة الأميركية، مثل: California، وTropical Typhoon، وBanana Sherbet، بالإضافة إلى صور فواكه وأوراق القنب.
ليست هذه الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، فـسبتة المحتلة تُعدّ ثغرة استراتيجية لتهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا، بفضل قربها الجغرافي من شمال المغرب، حيث تُزرع نبتة القنب الهندي في منطقة الريف. وتُستغل المدينة كنقطة عبور، سواء عبر التهريب البحري باستخدام القوارب السريعة، أو عبر التهريب البشري من خلال “المولات” — وهم أشخاص يحملون المخدرات على أجسادهم أو في أمتعتهم.
ورغم محاولات السلطات الإسبانية التصدي لهذه الظاهرة عبر المراقبة والتفتيش المستمرين، فإن المهربين يتفننون في التحايل، مستغلين ثغرات المراقبة، والفساد، وأحيانًا حتى الطائرات المسيّرة (الدرون) لنقل “البضاعة”.
ورغم الطرافة السوداء في طريقة التهريب هذه، فإن القضية تعيد تسليط الضوء على خطورة استمرار تدفق الحشيش المغربي إلى أوروبا، وعلى الحاجة إلى تعاون دولي أكبر لا يقتصر على المقاربة الأمنية، بل يتجه أيضًا نحو معالجة جذرية للمشكلة من داخل بلد المنشأ، سواء عبر بدائل اقتصادية، أو سياسات فلاحية وتنموية مستدامة.