kawalisrif@hotmail.com

في مليلية المحتلة … نائب أدميرال إسباني يشدّد على أولوية المدينتين ويحذّر من «عاصفة مثالية» تهـدِّد النظام الدولي

في مليلية المحتلة … نائب أدميرال إسباني يشدّد على أولوية المدينتين ويحذّر من «عاصفة مثالية» تهـدِّد النظام الدولي

احتضن نادي مليلية البحري، مساء الجمعة، الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من «أيام البحرية» بحضور نادر لنائب الأدميرال ساتورنينو سوانثيس، رئيس شعبة الاستراتيجية في هيئة أركان الدفاع الإسبانية. الجلسة، التي غصّت بكبار الضباط ومسؤولين مدنيين، تحوّلت إلى منصة لطمأنة الرأي العام الإسباني حول وضع سبتة ومليلية، ولإطلاق تحذيرات مناخية-جيوسياسية وصفها المتحدث بـ«العاصفة المثالية» التي تواجه الغرب عموماً وإسبانيا خصوصاً .

افتتح سوانثيس خطابه بالتأكيد على أن المدينتين «لا تغيبان يوماً عن شاشات واجتماعات هيئة أركان الدفاع»، مشدّداً على أنهما «جزء لا يتجزأ من التراب الوطني الإسباني» . التصريح قوبل بتصفيق حار من الحضور، في وقت تزداد فيه حساسية الملف على خلفية تقارب مدريد والرباط وإحياء النقاش حول وضعية المدينتين تحت السيادة الإسبانية.

خصّص نائب الأدميرال حيزاً كبيراً من مداخلته لاستعراض ما سماه «العاصفة المثالية» الناتجة عن تضافر ثلاثة عوامل: اهتزاز النظام الدولي القائم على القواعد، تنافس القوى الكبرى، وظهور محور مضاد يضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية . وأوضح أنّ هؤلاء «ليسوا حلفاء طبيعيين، لكنهم يتشاركون هدفاً واضحاً: تقويض الوضع القائم»، وهو ما يفرض – وفق تقديره – استعداداً دائماً لدى القوات المسلحة الإسبانية.

لم تخلُ كلمة سوانثيس من إبراز «تفوق» الوحدات البرية الإسبانية التي حصلت على اعتماد الناتو في سلوفاكيا، في خطوة قال إنّها لم تتحقق بعدُ للقوات الفرنسية أو الإيطالية، مؤكداً أنّ «الاحترافية الإسبانية» تعوّض «تواضع الميزانيات» .

تأتي الندوة في إطار برنامج «أيام البحرية» الذي تنظّمه قيادة البحرية في مليلية منذ 2023 بهدف «تقريب الثقافة الدفاعية من المجتمع» وتعزيز التواصل بين الجيش والمدنيين . وتشمل الدورة الحالية سلسلة محاضرات تمتد حتى نوفمبر المقبل، يشارك فيها كبار ضباط البحرية الإسبانية لمناقشة الأمن البحري الأوروبي والتحولات الرقمية في الدفاع.

رغم الطمأنة الإسبانية، تبقى مليلية ــ إلى جانب سبتة ــ إحدى آخر القضايا الاستعمارية العالقة في حوض المتوسّط. فالجغرافيا، كما يذكّر مراقبون مغاربة، «لا تُملَّك بخطاب بروتوكولي ولا تُشترى بخريطة ملوّنة»، فيما يظلّ مطلب إنهاء الاحتلال حاضراً في الذاكرة السياسية المغربية، مدعوماً بقرارات أممية تنصّ على احترام وحدة الأراضي الوطنية.

تشي رسالة سوانثيس بأن ملف المدينتين لا يزال حسّاساً في دوائر صنع القرار الإسبانية، وأنّ مدريد تسعى لبعث شعور بالأمان لدى سكانهما في سياق إقليمي متقلّب. غير أنّ الخطابات، مهما علت نبرتها، لن تغيّر حقيقة تاريخية مفادها أنّ مليلية مدينة مغربية شاءت الظروف أن تبقى «شوكة في خاصرة» التاريخ، إلى أن يحسمها حلّ سياسي يعترف بالحق قبل أن يكرّس الأمر الواقع.

20/06/2025

Related Posts