kawalisrif@hotmail.com

وهران تحتفل … والجزائر العاصمة تتحسس :   ميلاد “أكاديمية إفريقية للحساسية في بلاد تبون” !

وهران تحتفل … والجزائر العاصمة تتحسس : ميلاد “أكاديمية إفريقية للحساسية في بلاد تبون” !

في مشهد يثير من الحساسية أكثر مما يداويها، أعلن من مدينة وهران عن ميلاد كيان علمي جديد يحمل اسماً لامعاً: “الأكاديمية الإفريقية للحساسية والمناعة العيادية”، والتي اختير لها – ويا للعجب – الجزائر العاصمة مقرًّا رسمياً، وكأن عاصمة البلاد لم تعد تعاني من ما يكفي من “الحساسيات” السياسية والاجتماعية… وحتى الهوائية!

الحدث، الذي جرى تقديمه على أنه إنجاز علمي “قاري”، أثار موجة من التندّر والسخرية، خاصة في أوساط من اعتادوا على “ابتكار مؤسسات” تُعلن في احتفالات مبالغ فيها ثم تختفي في ضباب البيروقراطية أو تتحوّل إلى بنايات بلا روح. فهل ستنجح هذه الأكاديمية أخيرًا في علاج حساسية الجزائر من الواقع… أم أنها مجرد ردّ فعل مناعي متأخر تجاه الفراغ العلمي القاري المتزايد؟

وإذا كان الإعلان قد تم من وهران، فإن نقل المقر إلى الجزائر العاصمة بدا وكأنه عملية “احتكار للمناعة”، في بلد يُفضّل دائمًا أن تتركز كل المبادرات في محيط قصر المرادية، حيث تُفهم اللامركزية غالبًا على أنها خطر يُهدد “وحدة الكيان” بدل أن تكون فرصة للتنمية.

ومن جهة أخرى، وبينما تروج الجهات الرسمية للفكرة على أنها مساهمة جزائرية في “تحصين القارة الإفريقية من أمراض العصر”، يتساءل آخرون بمرارة: كيف لأكاديمية تُعنى بالمناعة أن تزدهر في بيئة تعاني من نقص دائم في مناعة مؤسساتية ضد الفساد، وانعدام الشفافية، وتحسس مفرط تجاه كل رأي مختلف؟

فإذا كانت هذه الأكاديمية قد أُنشئت لمحاربة الحساسية، فربما يكون أول مرض يجب علاجه هو الحساسية المرضية تجاه المغرب، هذا “الجار-الفيروس” الذي لا تتوقف النشرات الرسمية الجزائرية عن محاولة “عزله”، بينما تنتقل “أعراضه” إليهم حتى في المؤتمرات الطبية!

فلعل الأكاديمية، بدلًا من دراسة الغبار وحبوب اللقاح، تبدأ أبحاثها في كيفية علاج “متلازمة الرباطوفوبيا”، التي يبدو أنها الوباء الحقيقي الذي يعوق كل مبادرة “مناعة” في المنطقة.

20/06/2025

Related Posts