في الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش من فجر الأحد، أطلقت الولايات المتحدة عمليةً خاطفة – سمّاها البنتاغون داخلياً «العقاب الحاسم» – استهدفت المجمّعات النووية الإيرانية الأكثر تحصيناً: فوردو تحت جبال قم، ونطنز في أصفهان، ومنشآت الوقود في أصفهان ذاتها. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن «نجاحاً باهراً» مؤكِّداً أنّ الضربة «جرّدت طهران من قدرة التخصيب الصناعي».
المحور الجويّ: ثلاث قاذفات شبح B-2 Spirit أقلعت سراً من قاعدة وايتمان (ميزوري)، واخترقت الأجواء الإيرانية على ارتفاعٍ شاهق بملف راداري شبه معدوم. كل طائرة ألقت قنبلتين خارقتين للتحصينات GBU-57 MOP (وزن 13,600 كغ)، ليتراوح الإجمالي بين خمس وست قنابل، ركّزت نيرانها على كهف فوردو المحصَّن في عمق 60 متراً.
المحور البحريّ: في التوقيت نفسه، أطلقت غواصات Virginia-class ومدمَّرات Arleigh Burke، المتمركزة على بُعد نحو 640 كم في بحر العرب، 30 صاروخ كروز «توماهوك Block IV» حلّقت على ارتفاع 30 متراً بمسار متعرّج لتضليل الرادارات، وضربت البنية التحتية في نطنز وأصفهان.
صورٌ التُقِطت بالأقمار الصناعية بعد ساعات أظهرت فوهةً هائلة حيث كان مدخل فوردو، بينما اندلعت تفجيرات ثانوية في خزّانات سادس فلوريد اليورانيوم بنطنز وأصفهان. ترامب كتب على «تروث سوشال»: «فوردو ذهبت بلا رجعة»، فيما تحدّثت الاستخبارات الأميركية عن «شلل شبه كامل» لخطوط التخصيب.
وزارة الدفاع الإيرانية وصفت الهجوم بـ«الانتهاك الفاضح لميثاق الأمم المتحدة»، وتوعّد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بـ«عواقب أبدية». بعد أقل من 12 ساعة، أطلقت إيران دفعة صواريخ باليستية باتجاه جنوب إسرائيل، أصابت 16 شخصاً، لتردّ تل أبيب بضربات جوية على مخازن صواريخ قرب أصفهان.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هنّأ ترامب هاتفياً، واعتبر العملية «تحويلاً استراتيجياً لمعادلة الردع». وزارة الأمن الإسرائيلية خفّضت النشاطات الداخلية إلى «العمل الحيوي فقط»، وأبقت القبة الحديدية في حالة تأهّب قصوى.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن «قلق بالغ»، مؤكداً أنه «لا حلّ عسكرياً لهذا الصراع». إيران طالبت في رسالة رسمية بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، بينما دعا الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية مجموعة السبع إلى «وقف فوري للتصعيد» والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
محلّلون في برلين ولندن اعتبروا الضربة «سابقة» لتوظيف قنابل خارقة للتحصينات ضد منشآت نووية خاضعة لضمانات الوكالة الدولية، ما يثير أسئلة حول المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ومعايير «الدفاع الشرعي المسبق». طهران سارعت إلى التأكيد أنّ الهجمات «لن توقف» برنامجها، في حين شدّدت واشنطن على حقّها في «حرمان إيران من سلاح نووي».
-السيناريوهات المقبلة :
1- جولة ردع ثانية: الأميركيون لوّحوا بموجات قصف إضافية إذا استأنفت إيران التخصيب أو ردّت خارج حدود إسرائيل.
2- مسار تفاوضي مقيّد: وساطات أوروبية – خليجية بدأت لتنشيط قنوات اتصال غير رسمية بين واشنطن وطهران.
3- اشتباك أوسع: انزلاق المواجهة إلى الساحة البحرية في الخليج أو هجمات سيبرانية متبادلة على البنية التحتية للطاقة.
ضربت واشنطن «النواة الصلبة» للبرنامج النووي الإيراني بقاذفات شبح وقنابل خارقة للملاجئ وصواريخ توماهوك متقدّمة، لكنها في الوقت ذاته ضربت جرس إنذار إقليمي ودولي قد يفتح أبواب مواجهات متعددة المسارات. ما سقط تحت جبال فوردو قد يوقِظ – على حدّ تعبير أحد الدبلوماسيين الأوروبيين – «عشر ساحات صراع جديدة» إذا لم تُلتقَ العزائم على مائدة التفاوض سريعاً.
22/06/2025