إسبانيا: “إل كورتي إنغليس” يرفع جاهزيته المالية استعدادًا لإعادة شراء حصة آل ثاني أمير قطر

يستعد لمغادرة واحدة من أبرز استثماراته في أوروبا… والشركة الإسبانية تُحصّن سيولتها تحسبًا لخروج استراتيجي

في لحظة حاسمة من تاريخها الحديث، تستعد شركة “إل كورتي إنغليس”، أكبر سلسلة متاجر كبرى في إسبانيا، لاحتمال استحواذها على الحصة المملوكة من طرف أحد أبرز المستثمرين الأجانب في البلاد، وهو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، والذي يرتبط بعلاقات شراكة مالية وعائلية وثيقة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر.

في يوليوز المقبل، تبدأ أول نافذة من أربع نوافذ سنوية تتيح للشيخ القطري بيع 5.53% من أسهم “إل كورتي إنغليس” التي يحتفظ بها منذ 2015، بعد أن ضخ استثمارًا قيمته مليار يورو عبر شركة Primefin، ما مثّل في حينه إحدى أبرز الصفقات الأجنبية في القطاع التجاري الإسباني.

وبموجب الاتفاق الموقع بين الطرفين، لا يمكن بيع هذه الحصة لطرف ثالث، بل يجب على “إل كورتي إنغليس” شراؤها بنفسها، مما يفرض على الشركة الاستعداد لأي تحرك مفاجئ من جانب المستثمر القطري.

أعلنت الشركة، التي ترأسها مارتا ألفاريز، أنها أنهت السنة المالية 2024 بمستوى سيولة قياسي بلغ 523 مليون يورو، مدعومًا بإصدار سندات بـ500 مليون يورو وارتفاع الأرباح التشغيلية بنسبة 50%. كما بلغ إجمالي الموارد المتاحة، بما في ذلك خطوط الائتمان غير المستخدمة، 1.702 مليار يورو.

وتشير التوقعات إلى أن أي عملية استحواذ على حصة آل ثاني قد تصل قيمتها إلى 500 مليون يورو، وهو رقم تعكسه عمليات التقييم السابقة للحصة، خاصة بعد أن صنفت وكالات التصنيف العالمية، مثل S&P وFitch، الشركة بدرجة استثمارية، ما يمنحها قدرة أكبر على تمويل الصفقة.

ورغم أن الصفقة تتعلق بشخصية مالية مستقلة، إلا أن الروابط العائلية التي تجمع الشيخ حمد بن جاسم بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، تضيف بعدًا جيو-اقتصاديًا لهذه العملية، خاصة في ظل ازدياد اهتمام الاستثمارات الخليجية بالأسواق الأوروبية ذات الطابع الاستراتيجي.

إذا اختار الشيخ آل ثاني الخروج في هذه النافذة، فسيكون على جهة تقييم مستقلة تحديد السعر الجديد للحصة، والذي قد يفوق تقييم 2022. ووفقًا لأرقام Primefin، فإن قيمة الحصة وصلت في 2023 إلى 714 مليون يورو، ما يعني تقييمًا للشركة يفوق 13 مليار يورو.

“إل كورتي إنغليس” اليوم تقف على مفترق طرق: إما الاستمرار في شراكة تاريخية مع رأس المال الخليجي، أو استرداد سيطرتها الكاملة على هيكل الملكية في لحظة نمو مالي بارز.