مع بداية موسم “مرحبا” وتوافد عشرات الآلاف من مغاربة العالم على مدينة الناظور، كان الجميع ينتظر أن تكون المدينة في أبهى حُلّتها، مستعدة لاستقبال زوارها ومهاجريها الذين يضخّون ملايين الدراهم في الاقتصاد المحلي خلال الصيف. لكن، وفي قرار يثير الاستغراب — بل ويستفز الذكاء الجمعي — اختارت جماعة الناظور، بقيادة سليمان أزواغ، أن تبدأ أشغال إصلاح شارع الحسن الثاني الآن بالضبط.
السؤال البديهي: لماذا الآن؟ لماذا لم تبدأ الأشغال في الشتاء أو الربيع حين كانت المدينة فارغة؟ ولماذا تتم هذه الأشغال بأدوات بدائية، وبوتيرة تجعل المشهد أقرب إلى فيلم وثائقي عن “الحفر اليدوي في القرن التاسع عشر”؟
هل هو استهتار بالزوار؟ هل هو تجاهل متعمّد لنبض المدينة؟ أم أن وراء القرار ما وراءه؟
ما يحصل ليس فقط سوء تدبير… بل هو تخريب سياحي علني، واحتقار لذكاء الناس. الإصلاح في ذاته ليس مشكلة، بل هو مطلب، لكن توقيته، وطريقته، ومنهجيته، تكشف عن شيء أعمق: عبث إداري، وافتقار إلى الحد الأدنى من التخطيط الحضري.
والأدهى: لا بلاغ، لا توضيح، لا اعتذار. وكأن رئيس الجماعة يرى المدينة مجرد ساحة تجارب، أو حفرة لا أحد سيُحاسب عن تعميقها .
فإلى متى سيبقى التسيير العشوائي هو القاعدة؟
وإلى متى يُعتبر المواطن مجرد متفرّج صامت على قرارات تعبث بحياته اليومية وكرامته الحضرية ؟.
25/06/2025