kawalisrif@hotmail.com

جماعة العروي تمنع أصحاب الشورط والسراويل القصيرة والنهود الظاهرة من دخول مقرها

جماعة العروي تمنع أصحاب الشورط والسراويل القصيرة والنهود الظاهرة من دخول مقرها

في مشهد إداري يختلط فيه الجد بالسخرية، أصدرت جماعة العروي مذكرةً غريبة الطابع، تمنع المواطنين من ولوج المقر الجماعي بلباس “غير لائق”، وعلى رأس قائمة المحظورات: “الشورط”، السروال القصير.

قرار قد يبدو للوهلة الأولى دعوة للوقار، لكنه في العمق يُشبه محاولة إخفاء أزمة خدماتية خلف حواجز القماش، وكأن طول البنطال أهم من جودة الأداء.

والمثير أكثر أن هذه المذكرة تأتي تزامنًا مع موسم عودة مغاربة العالم، الذين يصل عدد منهم مباشرة من المطارات إلى الإدارات لقضاء مصالحهم، بلباس صيفي معتاد في بلدان الإقامة. فهل المقصود فعلاً هو “الستر”؟ أم أن المذكرة موجّهة، ولو بشكل غير معلن، لهؤلاء الوافدين بلغة اللباس بدل لغة الترحيب والخدمة؟

فالمرتفق الذي يُمنع من دخول الإدارة بـ”شورط”، هو ذاته من يقف لساعات أمام أبواب مغلقة في وقت العمل، وينتظر موظفًا قد لا يأتي إلا بعد “قهوة الفطور”، أو يغادر قبل نهاية الدوام بدقائق طويلة.

فهل نطالب المواطن بالوقار، بينما لا نحاسِب الإدارة على الغياب؟

القرار كان سيكون أكثر توازنًا ومصداقية، لو جاء مصحوبًا بحزمة إجراءات حقيقية تخدم المواطن، نذكر منها مثلًا:

-تركيب نظام بصمة إلكترونية يضبط حضور وانصراف الموظفين بدل “الحضور التقديري”.

-اعتماد كاميرات داخل المكاتب وليس فقط في الزوايا والممرات “لزينة التقارير”.

-تخصيص رقم واتساب رسمي لتلقي شكايات المرتفقين، خصوصًا حين يصطدمون بكراسي فارغة بدل موظفين، بدلًا من انتظار مذكرة تنظّم “كيف تلبس”.

المذكرة دعت إلى “الحشمة”، لكن لم يجب أحد عن سؤال بسيط: هل الحشمة تُقاس بـ”طول الشورط”، أم باحترام وقت المواطن وكرامته في الإدارة؟ وهل من الحشمة أن يُطلب من المواطن “اللباس الطويل”، بينما يُقابل بـ”خدمة قصيرة” ووجه عابس؟

ثم لماذا لا تُعمم المذكرات على الطرفين؟ أين المذكرة التي تحث بعض الموظفين على ترك هواتفهم والتوقف عن تصفح “الستوري” في أوقات العمل؟

أين القرار الذي يُجرّم عبارة: “سير أجي غدا” بدون أي سند قانوني أو أخلاقي؟

نعم، اللباس يعكس احترام الفضاء العام، لكن أن يُختزل إصلاح الإدارة في “طول سروال”، فتلك نكتة ثقيلة لا تليق بمرحلة يفترض أنها عنوان للنجاعة والرقمنة والشفافية.

ختامًا، لو كان فعلاً “الشورط” هو الخطر الأكبر الذي يُهدد السير العادي للإدارة، فربما يجب تعيين حارس على باب الجماعة مزود بشريط قياس، بدل موظف استقبال!

بل ولمَ لا تُخصص الجماعة ميزانية طارئة لتوزيع “عباءات إدارية” على الوافدين؟

ويُعيَّن لها “أمراء السترة”، مهمتهم ستر عورات المرتفقين العاجزين عن مجاراة الموضة الإدارية الجديدة؟

فمن يدري… لعل الستر بالعباءة أهم من كشف اختلالات التسيير!

فالإدارة لا تُقاس لا بالأقمصة ولا بالشورتات، بل تُقاس بجودة الخدمة، احترام الوقت، والكرامة… وما عدا ذلك مجرد تمويه موسمي، يُغطي عورة المرفق العمومي بعباءة “الحشمة الشكلية”.

25/06/2025

Related Posts