في مشهد أقل ما يُقال عنه إنه “رائد” فعلاً، تعطلت سيارة تابعة لمديرية التعليم بالناظور في شارع الجيش الملكي بالناظور، خلال مهمة كانت ـ بحسب اللافتة الخلفية ـ تهدف إلى إيصال العُدّة والعَتاد إلى مؤسسة تعليمية ( الريادة ) .
توقّفت المركبة عن العمل… فتوقّفت معها رمزية كل الشعارات التي سئمها المواطن المغربي، من “التعليم قاطرة التنمية” إلى “المدرسة الرائدة”.
السيارة، التي يبدو أنها خضعت لتكوين مستمر في فنون الأعطاب الميكانيكية، اكتفت بالتأمل الصامت للمارة، فيما تحوّل موظفو مديرية التعليم إلى عمّال تحميل يحملون الصناديق على أكتافهم، وكأننا في عصر “القفة التربوية”… لا الرقمنة المنشودة.
المشهد كان أقرب إلى مسرحية عبثية: سيارة بملصق “المدرسة الرائدة” متوقفة وسط الطريق، كرمز ساخر عن واقع تعليم يُخطّط في صالونات مكيفة، لكنه يتعثر عند أول مطبّ في شوارع الوطن.
وهكذا، بدل أن تصل العدة والعَتاد في أجواء “رائدة” واحتفالية، وصلت محمولة على أكتافٍ اعتادت التوقيع على المراسلات، لا حمل الصناديق الثقيلة. وكأننا أمام كوميديا سوداء عنوانها: من التخطيط إلى التعطيل… بخطى واثقة !
هو فعلا نموذج رائد بكل المقاييس: مركبة لا تصلح إلا للعرض في متحف الأعطاب، وبرنامج لا يتحرك إلا بدفعٍ يدوي من الموارد البشرية!
26/06/2025