في تطور مفاجئ يحمل بين طياته رسائل سياسية عميقة، ظهرت خريطة المغرب كاملة، من طنجة إلى الكويرة، دون أي بتر أو تلميح إلى كيان وهمي، خلال قمة G20 لمؤسسات الرقابة المالية التي احتضنتها مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا يومي 25 و26 يونيو 2025.
الحدث لم يكن عابرًا ، فجنوب إفريقيا، المعروفة بولائها الراسخ للنظام العسكري الجزائري ودعمه الانفصاليين، فتحت أبوابها للمملكة المغربية رسميًا، بل واحتضنت رمزًا سياديًا بارزًا : الخريطة الكاملة للمغرب !
مثلت المغرب في القمة زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، رفقة وفد مغربي رفيع، وذلك استجابة لدعوة رسمية من رئاسة القمة، التي كانت من نصيب جنوب إفريقيا نفسها. ولعل ما زاد من رمزية المشاركة المغربية، أن المملكة كانت جزءًا فعالًا من الاجتماعات التحضيرية للقمة منذ فبراير ومارس الماضيين، ما يعني أن الوجود المغربي لم يكن عرضيًا أو هامشيًا.
في ظل هذا المشهد الجديد، تطرح تساؤلات كبيرة:
هل هي بداية تحول في موقف جنوب إفريقيا؟
هل هي أولى خطوات فك الارتباط عن أجندة الجزائر الانفصالية؟
أم أن الواقع الدولي بدأ يفرض منطقه، حيث لم يعد بالإمكان تجاهل مغرب اليوم القوي بثوابته، والدبلوماسي بذكائه، والشامخ بوحدته الترابية؟
بعيدًا عن المجاملات، ما حدث في جوهانسبورغ ليس مجرد تفصيل بروتوكولي. إنه مؤشر على أن الكيل قد فاض، وأن العالم بدأ يقرأ الخريطة الجيوسياسية بعين الواقع .
26/06/2025
