kawalisrif@hotmail.com

“سكرٌ على الأشجار” … شمبانزي غينيا بيساو يدمن على الكحول ويحتفل بطريقته الخاصة !”

“سكرٌ على الأشجار” … شمبانزي غينيا بيساو يدمن على الكحول ويحتفل بطريقته الخاصة !”

في قلب الأدغال الكثيفة لمنتزه كانتانه الوطني في غينيا بيساو، وخلف الستار الأخضر للحياة البرية، كشفت عدسات العلماء سلوكًا مذهلًا وغير متوقع: مجموعة من الشمبانزي البري يحتسون الكحول، بل ويتشاركونه فيما يشبه “جلسات اجتماعية” مثيرة للدهشة!

هذا الاكتشاف، الذي قاده فريق بحثي من جامعة إكسيتر البريطانية، ليس من وحي الخيال أو أحد أفلام الحياة البرية الهزلية، بل هو حقيقة وثّقتها الكاميرات في عشر مناسبات مختلفة، أظهرت فيها القردة وهي تتناول وتتناقل فيما بينها فاكهة الخبز الإفريقية المخمّرة، الغنية بنسبة من الإيثانول كافية لتحدث أثرًا بيولوجيًا. “نحن لا نتحدث عن صدفة عابرة، بل عن سلوك متكرر، شبه منظم”، تقول آنا بولاند، الباحثة من مركز البيئة والحفاظ في جامعة إكسيتر.

فاكهة الخبز، التي تتميز بمذاقها الحلو وقوامها اللين، تحتوي بعد التخمير على نسبة كحول تبلغ 0.61%، وقد تشكل بداية قصة أعمق بكثير: هل لدى الشمبانزي ميل فطري لتناول الكحول؟ وهل هم مدركون لأثره؟

المثير أن هذا السلوك لا يتم في عزلة، بل في جماعات، حيث يشارك الأفراد الثمار المخمّرة كما لو أنهم يحيون نوعًا من “الاحتفال البدائي”، وهو ما دفع العلماء للربط بين هذا المشهد وسلوك بشري متجذر: التجمعات الاجتماعية المرتبطة بالشرب. “نعلم أن الكحول يفرز الدوبامين والإندورفين، وهما المسؤولان عن مشاعر البهجة والانتماء. وهذا ما يدفعنا للسؤال: هل هذه الطقوس ‘البدائية’ هي شكل مبكر من الاحتفال؟”، تتساءل بولاند.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Current Biology، تفتح أبوابًا فلسفية وتطورية في آنٍ واحد. فحسب الباحثين، الإنسان ليس وحده الذي طوّر قدرة على استهلاك وتكسير الكحول منذ أكثر من 10 ملايين سنة، بل تشاركه فيها القردة العليا أيضًا، خاصة أن 60% إلى 85% من غذاء الشمبانزي مكوّن من الفاكهة، ما يجعل تعرّضهم المستمر لكميات صغيرة من الإيثانول أمرًا شائعًا… ومُحتملًا أن يكون ممتعًا لهم!

لكن لا تقلق، فالعلماء لا يتحدثون عن قردة ثملة تتمايل بين الأشجار. بالعكس، السكر المفرط سيعرضها للخطر في البرية، لذا يرجّح الباحثون أن الشمبانزي يستهلكون الكحول بكميات ضئيلة تضمن السلامة وتمنح –ربما– متعة مؤقتة. “الشمبانزي لا يشاركون طعامهم عادةً، لذا هذا السلوك له دلالة اجتماعية قوية”، تقول الدكتورة كيمبرلي هوكينغز، المشاركة في الدراسة. “ربما نكون أمام أولى مراحل تطور طقوس ‘الاحتفال’ لدى الكائنات الذكية.”

26/06/2025

Related Posts