kawalisrif@hotmail.com

سلامة والعلمي يمثلان المغرب في الدورة التاسعة لرؤساء البرلمانات الأورو-متوسطية بمالقة “ترسيخ مسار الشراكة وتعميق الحوار الإقليمي”

سلامة والعلمي يمثلان المغرب في الدورة التاسعة لرؤساء البرلمانات الأورو-متوسطية بمالقة “ترسيخ مسار الشراكة وتعميق الحوار الإقليمي”

في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة، وفي أفق تعزيز التعاون متعدد الأطراف، تحتضن مدينة مالقة الإسبانية، من 25 إلى 27 يونيو الجاري، القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات، إلى جانب الدورة الثانية والثلاثين للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، بمشاركة واسعة لرؤساء وممثلي المؤسسات التشريعية من ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذه القمة البرلمانية عالية المستوى بكلمات توجيهية ألقتها شخصيات سياسية مرموقة، في مقدمتهم السيدة فرانشينا أرمانغول، رئيسة مجلس النواب الإسباني، والسيد خافيير ماروتو، النائب الأول لرئيس مجلس الشيوخ الإسباني. كما شارك في الافتتاح كل من السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، والسيد محمد أبو العينين، نائب رئيس مجلس النواب المصري، إلى جانب السيدة بينا بيتشيرنو، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، في حين وجهت السيدة دوبرافكا شويسا، المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المتوسط، كلمة عبر تقنية الفيديو.

وقد حضي المغرب بتمثيلية بارزة في هذا المحفل البرلماني الإقليمي، من خلال مشاركة السيد عبد القادر سلامة، الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، الذي ترأس وفد المجلس إلى هذه القمة، مؤكداً من خلال حضوره الفاعل انخراط المملكة المتواصل في تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، واستعدادها للمساهمة في تقوية الحوار المؤسساتي، وتثبيت ركائز التعاون بين شعوب ودول المنطقة الأورومتوسطية.

وتأتي هذه المشاركة المغربية في سياق متقدم للدور الذي يضطلع به البرلمان المغربي داخل الهيئات الدولية، لاسيما في ما يتعلق بقضايا التنمية، والأمن، والاستقرار، وحقوق الإنسان، وهي ثوابت دأبت الدبلوماسية الوطنية على ترسيخها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

وشهدت القمة تقديم عدد من المداخلات من قِبل رؤساء الوفود البرلمانية، عكست تنوع الرؤى والانشغالات بين البلدان المشاركة، لكن ضمن رؤية موحدة ترنو إلى تكريس فضاء متوسطي مستقر ومتوازن. ومن بين المتدخلين البارزين: السيد أحمد معصوف (فلسطين)، أنجيلو فاروجيا (مالطا)، مارينكو تشافارا (البوسنة والهرسك)، مارتا ماتراي (المجر)، ماسيي جفنا (بولندا)، مونتانيتي موكاميندي (ليتوانيا)، جوزيب فيري (مؤسسة آنا ليند)، دوشان ستويانوفيتش (سلوفينيا)، مصطفى هولكي تشيفيزي أوغلو (تركيا)، مارس دي بارتولوميو (لوكسمبورغ)، ناصر بطيش (الجزائر)، بيريكليس مانتاس (اليونان)، جوليو تشنتيميرو وسيمونا بيتروتشي (إيطاليا).

وتقاطعت أغلب المداخلات حول الحاجة إلى توحيد الجهود البرلمانية في مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما الهجرة غير النظامية، وأمن الطاقة، والتحولات المناخية، إلى جانب تعزيز فرص التنمية العادلة والمستدامة.

شكلت القمة، بما عرفته من حوار رصين وتبادل خبرات، مناسبة لإعادة التأكيد على مبادئ التضامن الإقليمي، وضرورة تطوير أدوات التشاور والتنسيق، انسجاماً مع تطلعات شعوب المنطقة. وقد شدد المشاركون على أهمية الانتقال إلى مرحلة أكثر تكاملاً في العلاقات الأورومتوسطية، تقوم على الاحترام المتبادل، وتقاسم المسؤوليات، وتوحيد المبادرات تجاه التحديات المشتركة.

ومن المرتقب أن تُتوَّج أشغال هذه القمة ببيان ختامي يعكس التوافق الذي ساد أجواء النقاشات، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون البرلماني المتوسطي، قائمة على الانفتاح، والحوار، والتكامل، باعتبار الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط منصة استراتيجية لتقريب وجهات النظر، وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة.

26/06/2025

Related Posts