إسبانيا تمنع المغاربة المستفيدين من الإعانات الإجتماعية قضاء عطلتهم الصيفية في المغرب

مع انطلاق موسم الصيف وبدء العدّ التنازلي لرحلات العودة إلى المغرب، تلقّى آلاف المغاربة المقيمين في إسبانيا تحذيراً صارماً من مصلحة التوظيف العامة الإسبانية (SEPE)، التي شدّدت على أن مستفيدي إعانة البطالة، أو ما يُعرف بـ”البارو”، لا يحق لهم مغادرة التراب الإسباني أو السفر لقضاء العطلة دون ترخيص رسمي مسبق، تحت طائلة تعليق أو فقدان المساعدة نهائياً.

في بيانها الأخير، أوضحت SEPE أن مغادرة محل الإقامة أثناء الاستفادة من الإعانة تخضع لضوابط صارمة. إذ يُسمح فقط بغياب سنوي لا يتجاوز 30 يوماً داخل إسبانيا، شريطة تقديم إشعار رسمي مسبق للمكتب المختص، مع حجز موعد وتصريح بالمغادرة.

أما في حالة السفر خارج البلاد – خاصة إلى المغرب – فالأمر أكثر حساسية:

-المغادرة لأقل من 15 يوماً تتطلب إشعاراً كتابياً، مع ضرورة العودة والتسجيل في أول يوم عمل.

-السفر لمدة تتراوح بين 15 و90 يوماً يؤدي إلى تعليق مؤقت للإعانة، دون خصم الأيام.

-أما في حال تجاوز الغياب 90 يوماً، فيُعتبر ذلك انسحاباً من النظام، ويؤدي إلى إيقاف الدعم نهائياً، ما لم يكن السفر لأغراض مهنية أو دراسية.

يُعدّ المغاربة أكبر جالية أجنبية مستفيدة من إعانات البطالة في إسبانيا، خاصة في أقاليم كتالونيا، الأندلس، مدريد، وفالنسيا. ويقترن فصل الصيف تقليدياً بـ”عودة الجالية” إلى أرض الوطن، في مشهد سنوي يشمل مئات الآلاف من المسافرين عبر البرّ والجوّ.

لكن، الجهل بهذه الضوابط القانونية قد يُكلّف البعض ثمناً باهظاً. فالمغادرة دون إشعار تُعتبر “تزويراً للواقع”، وتُعرّض المستفيد لغرامات، إيقاف فوري للإعانة، وربما المطالبة بإعادة الأموال المصروفة.

عبّرت عدد من الجمعيات المغربية في إسبانيا عن قلقها من “غياب الوضوح في الإجراءات لدى شريحة واسعة من العمال المؤقتين والعاطلين”، حيث لا يتلقى كثيرون إشعارات مباشرة، ويظنون أن السفر إلى المغرب لا يتعارض مع المساعدات التي يتقاضونها.

كما انتقدت بعض الأصوات ما وصفته بـ”الصرامة البيروقراطية التي تتجاهل البُعد الإنساني للجالية”، خصوصاً في حالات تتعلق بزيارة الأهل، أو حالات وفاة، أو ظروف قاهرة.

ماذا يجب أن يفعل المستفيدون؟

-التواصل مع مكتب SEPE المحلي قبل حجز تذاكر السفر.

-الاحتفاظ بنسخة من تصريح المغادرة.

-احترام المدة المسموح بها والعودة في الوقت المحدد.

-في حال السفر الاضطراري، التوجه فور العودة للمكتب لتبرير الغياب.

العطلة حق مشروع، لكن ضمن حدود القانون الإسباني. وعلى مغاربة المهجر، خاصة من يتلقون “البارو”، التحلي باليقظة القانونية والتخطيط المسبق لرحلاتهم الصيفية، حتى لا تتحول زيارة الوطن إلى كارثة إدارية أو مالية.