kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة :    إمبرودا يصف المغربي أزماني بـ”المخادع” ويتعهد بتجاهل مقترحاته

مليلية المحتلة : إمبرودا يصف المغربي أزماني بـ”المخادع” ويتعهد بتجاهل مقترحاته

في مشهد سياسي أقرب إلى ساحة ملاكمة منه إلى جلسة برلمان محلي، انفجرت الأجواء في الجمعية العامة لمدينة مليلية المغربية المحتلة، بعد أن أطلق خوان خوسيه إمبرودا، حاكم المدينة، وابلاً من الاتهامات ضد النائب المغربي الأصل أمين أزماني، واصفًا إياه بـ”المخادع” و”الديماغوجي الرخيص”، متوعدًا بإسقاط جميع مقترحاته تحت طاولة التجاهل الممنهج.

الشرارة اندلعت بعد تدخل أزماني، النائب عن حزب Somos Melilla- نحن مليلية، الذي لم يُجامل أحدًا حين وصف المدينة بأنها “منسية، قذرة، ومتدهورة”، واتهم الحكومة بعيشها في “فقاعة مكيفة” بعيدًا عن واقع الأحياء التي تُعاني من التهميش والإهمال. كابريريثاس، ودستور، وأتاكي سيكو، وأفيرويس… أسماء لم تعد تُذكر إلا حين يطل موسم الانتخابات أو جلسات التراشق.

“مليلية تفوح منها رائحة الإهمال” – هكذا قالها أزماني بصوت مرتفع، مشيرًا إلى البنية التحتية المهترئة، وغياب الصيانة، وتوقف مشاريع حيوية لسنوات، مقابل مشاريع بمئات الآلاف من اليوروهات تتحول إلى “أراضٍ قاحلة بلا روح”.

لكن إمبرودا، الذي لا يهوى النقد، سارع إلى الهجوم، وبدل أن يرد على المعطيات، لجأ إلى السخرية من الغائب، ثم استعرض عضلاته الخطابية في وجه من حضر: “أنت مخادع… تبحث فقط عن صوت انتخابي. همّك ليس السكان، بل الكاميرا والميكروفون. كل ما تقوله هراء متكرر”.

وكأن التاريخ يعيد نفسه، أعاد إمبرودا ترديد الأسطوانة القديمة: “نحن هنا منذ 21 سنة لأننا نفي بوعودنا”، في الوقت الذي يُجمع فيه الشارع المليلي أن وعوده لم تعد تُسمن حيًّا ولا تُغني شارعًا، بل بالكاد تُصلح أرصفة منهارة منذ سنوات.

ووسط هذا الصخب، برزت المفارقة الأكبر: من أصل 11 مقترحًا قدّمه حزب أزماني، تم تمرير واحد فقط خلال عامين. وعندما طالب النائب بتوضيح، جاء الرد الحكومي بلهجة اعتذارية تُحيل إلى “الهجوم السيبراني” الأخير، وكأن القرصنة الرقمية باتت ذريعة تُنافس “كورونا” في تبرير الفشل السياسي والإداري.

أزماني، من جهته، لم يُفوّت الفرصة للسخرية من العذر الحكومي، قائلاً: “هل أصبح الهجوم الإلكتروني مثل كوفيد؟ وقع قبل أسبوع فقط، فكيف يعقل ألا يُعالج سوى مقترح واحد خلال عامين؟”

وفي خاتمة مداخلته، سجّل هدفًا واضحًا في مرمى حكومة إمبرودا حين قال: “الشرعية لا تأتي من عدد الأصوات فقط، بل من القدرة على الحوار والاستماع والرد على المختلفين… الديمقراطية ليست شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تُمارس”.

لكن يبدو أن في مليلية المحتلة، الحكومة تفضل أن تُمارس “الديمقراطية” بالطريقة الإسبانية الخاصة: تصفق لما تقوله، وتُقصي ما يُحرجها، وتتذرع بالفيروسات الإلكترونية كلما تعثرت في خدمة المواطن… أما الصناديق، فتكفيها حملة دعائية وصورة قرب حاوية أزبال تم طلاؤها حديثًا !

27/06/2025

Related Posts