مع انطلاق عملية “مرحبا 2025″، التي تشهد كل عام تدفّقًا كثيفًا للجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر مضيق جبل طارق، وجّهت جمعية “أصدقاء الشعب المغربي” نداءً مفتوحًا يدعو إلى التعاطي مع هذه العملية بما يليق بها من حسّ بالمسؤولية، وروح التعاون، واحترام تام لحقوق المسافرين، في ظل توقعات بارتفاع قياسي في أعداد الركاب والمركبات خلال موسم الصيف.
في بيانها الموجّه إلى مختلف المتدخلين من سلطات ومؤسسات وشركات نقل بحري، دعت الجمعية إلى تعزيز التنسيق وتفادي التراخي الذي يرافق بعض فترات الذروة، مع تركيز خاص على الأسر التي تقطع آلاف الكيلومترات لأجل صلة الرحم.
كما أطلقت الجمعية تحذيرًا صريحًا من تفشي المضاربات التجارية من طرف بعض شركات الملاحة، والتي تستغل كثافة الموسم لفرض زيادات عشوائية في الأسعار، أو العبث بالحجوزات دون أدنى اعتبار لحقوق المسافرين. وشددت على ضرورة الالتزام بالقوانين المعمول بها، خاصة ما يتعلق بالتعويضات في حالات التأخير أو الإلغاء أو الأعطال المتكررة التي تخلّف استياءً واسعًا.
وأبرز البيان أن كبار السن، والنساء، والأشخاص غير الناطقين بالإسبانية، غالبًا ما يجدون أنفسهم في مواجهة عراقيل إدارية وتقنية، في غياب وسائل الدعم الضرورية من ترجمة ومعلومات ومرافقة ميدانية، مما يعرّضهم لضغوط نفسية لا مبرر لها.
وأكدت الجمعية أن ضمان كرامة المسافرين لا يجب أن يظل حبيس النصوص القانونية أو الشعارات الموسمية، بل ينبغي أن يُترجم إلى إجراءات ملموسة، تعكس التزامًا فعليًا بحماية حقوقهم.
في المقابل، ثمّنت الجمعية عالياً الجهود المتواصلة لعناصر الأمن، والحماية المدنية، وكافة الفرق العاملة بالموانئ، الذين يُواجهون تحديات لوجستية ضخمة كل سنة، ويواصلون أداء مهامهم بروح وطنية عالية.
كما جددت الجمعية مطلبًا طالما تم التذكير به دون استجابة كافية: ضرورة توفير أماكن ظلّ في نقاط الانتظار، خاصة بمناطق العبور التي تعرف اكتظاظًا خانقًا تحت حرارة صيفية قد تشكل خطرًا مباشرًا على المسافرين الهشّين من أطفال وكبار سن.
وختمت الجمعية بيانها بتشديد على أن نجاح عملية العبور لا يُقاس فقط بعدد السيارات العابرة أو رحلات البواخر، بل يُقاس أساسًا بمدى احترام الكرامة الإنسانية لكل فرد من أفراد الجالية.
وفي ظلّ دعوات متصاعدة من بعض الأصوات الإسبانية لتوجيه حركة العبور بعيدًا عن سبتة بذريعة الضغط اللوجستي، بدا نداء الجمعية أشبه بصرخة إنسانية، تؤكد أن المغربي العابر للمضيق لا يطلب سوى الاحترام، والكرامة، والمعاملة العادلة… في رحلة الشوق إلى الوطن.
27/06/2025