kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة :    المستشفى الجامعي يستقبل 2000 مريض في شهره الأول ويعلن عن خطة توسعة تدريجية حتى نهاية 2025

مليلية المحتلة : المستشفى الجامعي يستقبل 2000 مريض في شهره الأول ويعلن عن خطة توسعة تدريجية حتى نهاية 2025

في خطوة طال انتظارها، بدأ المستشفى الجامعي بمليلية المحتلة (HUME) أولى مراحل نشاطه، حيث استقبل خلال شهر واحد حوالي 2000 مريض، وفقاً لما أعلنه المدير العام للمنطقة الصحية، ألبرتو روميرو، الذي وصف الحصيلة بـ”الإيجابية جداً”، رغم أن تشغيل المستشفى بكامل طاقته لن يتم، حسب قوله، قبل أعياد الميلاد، وقد يمتد الانتظار إلى غاية يناير 2026 في حال حدوث أي تأخر إداري – وهو أمر بات من تقاليد الإدارة الصحية في المدينة.

من بين المرضى، تلقّى 500 استشارات طبية أولية وتخصصية، مع تسجيل أكبر نسب التوافد في أقسام العلاج الطبيعي والروماتولوجيا، بالإضافة إلى استشارات مرضى السكري التي تجاوزت 300 زيارة. كما تجاوز عدد المستفيدين من خدمات العلاج الفيزيائي الـ300 مريض، في مؤشر على الحاجة الماسة لبنية تحتية صحية حديثة.

ورغم أن المستشفى فتح أبوابه في 26 ماي 2025، إلا أن التوسع ما زال تدريجياً، بتوفير خدمات في تخصصات مثل التحسس، الغدد، القلب، الأطفال، الأعصاب، والطب الداخلي، وذلك في ظل تعبئة ما يقرب من 10% فقط من الطاقم الصحي الإجمالي للمنطقة، أي حوالي 100 موظف، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة المؤسسة على مواكبة طموحاتها التوسعية في الأفق القريب.

ورغم توفر تقنيات طبية حديثة مثل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي وكثافة العظام، فإن بعض الأقسام الحيوية لا تزال قيد التشغيل المرحلي بسبب عدم تأهيل الطواقم بشكل كافٍ على التكنولوجيا الجديدة، ما يجعل من “الافتتاح الرسمي” مجرد عنوان احتفالي أكثر منه واقعاً وظيفياً فعلياً.

في شهر يوليوز المقبل، يُنتظر افتتاح استشارات جديدة في جراحة العظام والجراحة العامة، إلى جانب قاعات الجبس والعلاجات التمريضية، فيما تبقى الصيدلية المركزية، وهي وحدة حيوية لعلاج السرطان وتوفير العلاجات الوريدية، رهينة ترخيص إداري قد يُفرج عنه في غشت، كما لو أن كل وحدة طبية تحتاج صك غفران بيروقراطي خاص بها.

ولأن الحداثة لا تكتمل إلا بالجراحة الروبوتية، بدأ المستشفى يروّج لاعتماد هذا النوع المتطور من التدخلات، مع إطلاق وحدة للجراحة الكبرى النهارية لتسريح المرضى بسرعة، في مسعى يبدو أقرب إلى “الاقتصاد في الوقت والسّرير” منه إلى تحسين جودة الرعاية.

أما وحدة الوصولات الوريدية، التي تديرها فرق التمريض، فتتولى مهمة حماية الأوردة، خصوصاً لمرضى السرطان، في بادرة يُراد منها الإيحاء بأن كل تفاصيل الرعاية الصحية أصبحت محسوبة بدقة.

ورغم أن HUME بات مصدر جذب وطني، وفقاً لروميرو، مع توظيف 52 طبيباً جديداً وتغطية كاملة لمقاعد التدريب التخصصي (MIR وEIR)، فإن تشغيله لا يزال بعيداً عن طموحات سكان المدينة الذين يتطلعون إلى خدمات صحية شاملة وآنية، لا وعود مؤجلة ولا معدات تنتظر من يُشغّلها.

تقنياً، تم إدخال نظام INDEXOR المتطور لتحليل العينات ومتابعتها، إلى جانب منصة PIC iX Enterprise من “Philips”، ليصبح HUME أول مستشفى في إسبانيا يُدار بنظام مراقبة سريرية شامل – على الورق على الأقل.

وعلى مستوى البنية التحتية، يمتد المشروع على 45 ألف متر مربع من المساحة الصحية و63 ألف متر مربع إجمالية، مع رفع عدد الأسرة من 170 إلى 265، وميزانية ضخمة بلغت 150 مليون يورو. كما سيضم قريباً غرفة ضغط عالي (هايبر بارية) لعلاج إصابات الضغط والسكري والجروح المعقدة.

الجدير بالذكر أن المستشفى الإقليمي القديم لا يزال يشتغل بكامل طاقته، في وقت تعمل فيه اللجان على تنسيق الجهود بين الرعاية الأولية والمستشفى الجديد، في محاولة لإعطاء الانطباع بأن النظام الصحي يتنفس بتوازٍ من رئتين لا من رئة واحدة فقط.

وبين التصريحات الرنانة والتشغيل التدريجي، بين الأجهزة المتطورة والكوادر التي لم تُكوّن بعد، بين افتتاح هنا وتأجيل هناك، يبدو أن مليلية دخلت بالفعل مرحلة “التحول الصحي”. لكن، وكما هو الحال دائماً، فإن السؤال ليس في ما إذا كان المشروع متقدماً تقنياً، بل في ما إذا كان سيتحول فعلاً من “حلم معماري” إلى واقع علاجي… لا إلى مجرد مستشفى “ذكي جداً”… لكنه لا يزال يبحث عن من يضغط زر التشغيل.

27/06/2025

Related Posts