مع كل صيف، تعود الحياة إلى الشواطئ بالحسيمة وإقليم الناظور ، ويعود معها أيضًا مسلسل “الفوضى الصيفية” بإنتاج محلي 100% ورعاية رسمية غير مرئية، حيث تُفتح الشواطئ على مصراعيها ليس فقط للمصطافين، بل لكل من هبّ ودبّ… بما في ذلك الجمال، الخيول، الكلاب، وربما قريبًا الديناصورات، إن وُجدت!
رغم كل الشعارات الرنانة عن “البيئة” و”السياحة النظيفة”، لا يزال المواطن يتساءل: هل هذا شاطئ أم سوق أسبوعي للحيوانات ؟ فبينما تبحث عن بقعة هادئة لمدّ مظلتك، قد تجد نفسك في سباق غير رسمي مع بغل يعبر الشاطئ، أو كلب يقرر أن الرمال النظيفة مكان مناسب لقضاء حاجته. أما الجمال، فهي جزء من العرض السياحي طبعًا… إن كنت تحب روائح المزارع أثناء السباحة.
ورغم أن هذه “العروض الحيوانية” تنتهك كل قواعد النظافة والسلامة، فإن السلطات المحلية تتعامل معها وكأنها جزء من “التراث غير المادي”! فلا مراقبة بيطرية، ولا لوائح واضحة، ولا حتى لافتة تمنعك من وضع سيخ شاورما في وسط الرمال.
أما من ناحية “الإبداع المجتمعي”، فقد ابتكر المواطن المغربي نوعًا جديدًا من المصايف: الخيمة الشاطئية متعددة الوظائف! طبخ، مبيت، حفلات عائلية، مراقبة الأطفال عبر الدخان المتصاعد من الطنجية … كل هذا في مكان يُفترض أن يكون للترفيه. لا تتفاجأ إن وجدت بجانبك موقدًا مشتعلاً أو طفلًا تائهًا يبحث عن أهله وسط خيام تفوق تعداد سكان بعض القرى.
كل هذه المظاهر “الاستثنائية” تمرّ أمام أعين مصالح الجماعات الترابية والسلطات، التي يبدو أنها أيضًا تأخذ عطلتها السنوية في نفس الوقت. أما الشعارات البراقة حول “السياحة المستدامة” و”الحفاظ على البيئة”، فيبدو أنها مخصصة فقط لملصقات المؤتمرات وصفحات التقارير الرسمية… حيث البحر نظيف، والرمال ذهبية، والمسؤول حاضر – لكن على الورق فقط .
28/06/2025