في مساء أمس السبت، اختلط الحزن بالهيبة في مدينة أكادير، حين انطلقت جنازة مأساوية تحكي قصة رجلٍ فقد حياته وهو يؤدي واجبه بشرف. محمد غباني، مساعد دركي جسور، تحول اسمه إلى رمز للتضحية في قلوب الجميع.
كان محمد، ذلك الحارس الصامت عند إحدى نقاط المراقبة القضائية في جماعة إيموزار إدوتنان، يقف كالدرع الحصين في وجه الفوضى، حين وقع المصاب جلل. فجأة، من خلف أزيز الدراجات النارية الكبيرة التي اخترقت السد القضائي بسرعة جنونية، اقتحم سائق متهور المكان ودهس محمد بقوة لا ترحم. سقط الرجل مغشياً عليه، والدماء تتلوّن الأرض، وأصوات الصدمة والذهول تتردد بين الحاضرين.
تم نقله بسرعة بين مستشفيات المدينة، من الحسن الثاني إلى العسكري، في سباق مع الموت الذي لم يُهزم هذه المرة. وعندما سُمع خبر وفاته، خيم الصمت المطبق على أزقة أكادير، وكأن الزمن توقف حداداً على رحيل بطلٍ كان مثلاً في الصبر والتفاني.
في الجنازة، وقف القائد الجهوي للدرك الملكي، ورجال السلطة المحلية والنيابة العامة، وزملاء محمد وأقاربه جميعهم متحدين في وداع مؤثر. لم يكن الأمر مجرد مراسم دفن، بل كان تعبيراً عن حزن مجتمع بأكمله، وخسارة فادحة لشخصية عرفها الجميع بأخلاقها العالية وجديتها التي لا تلين.
29/06/2025