روتردام – كواليس الريف:
في مشهد من يوميات الملوك، تَرك العاهل الهولندي فيليم ألكسندر الرسميات جانبًا مساء الجمعة ، ليظهر بشكل مفاجئ في محل الشاورما الشهير “يافا” وسط مدينة روتردام، برفقة الملكة ماكسيما والأميرة أليكسا، حيث طلب وجبة “كابسالون” الشهيرة، وسط دهشة الزبائن والعاملين على حد سواء.
اللافت أن هذه الزيارة جاءت مباشرة بعد يوم حافل شارك فيه الملك في قمة حلف الناتو، تخلله عشاء رسمي مع قادة العالم، تلاه فطور فاخر مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل أن يقرر أن يختتم يومه على طريقة “الشارع الهولندي”، بطبق دسم من الشاورما، مغطى بالجبن والبطاطس المقلية، ومعروف شعبيًا بـ”كابسالون”.
بحسب ياكوب غونبولوت، نجل صاحب المحل، فقد دخل الملك بـ”بساطة وتواضع مدهشين”، مرتديًا قبعة زرقاء وملابس غير رسمية، وانتظر دوره وسط الزبائن دون أي مظاهر للتمييز أو الحراسة الخاصة.
وأضاف: “لقد طلب النسخة الأصلية من الكابسالون مع مشروب كولا، وكان ودودًا لدرجة أنه التقط صورًا مع جميع العاملين، مما خلق لحظة سعادة لا توصف داخل المحل.”
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ تم رصد العائلة الملكية في وقت سابق من نفس اليوم على شرفة مطعم “دي بالنتنت”، المطل على نهر “نيوويه ماس”، حيث تناولوا وجبة هولندية تقليدية تشمل كرات اللحم، وسط رواد المطعم العاديين.
وقد التقط أحد الزبائن مقطع فيديو للملك أثناء مغادرته، انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، محققًا أكثر من نصف مليون مشاهدة خلال ساعات، رغم أن وسائل الإعلام المحلية امتنعت عن بثه التزامًا منها بعدم تسليط الضوء على الزيارات غير الرسمية للعائلة المالكة.
خطوة الملك الهولندي أثارت تفاعلًا واسعًا بين الهولنديين، الذين رأوا في تصرفه تواضعًا ورسالة غير مباشرة تعكس قرب المؤسسة الملكية من الشعب، حتى في تفاصيلها اليومية.
في زمن يبتعد فيه كثير من السياسيين عن الشارع، اختار فيليم ألكسندر “الكابسالون” ليقول الكثير… دون أن ينطق بكلمة واحدة.
