في خطوة غير مسبوقة وُصفت بـ”الزلزال الإداري”، علمت “كواليس الريف” من مصادر مطلعة أن الجنرال دو ديفيزيون محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، أطلق أول أمس الجمعة واحدة من أوسع وأعمق حركات الانتقال والإعفاء التي شهدها الجهاز منذ سنوات. الحركة التي طالت مختلف مناطق المملكة، لم تكن مجرد تنقيلات روتينية، بل حملت رسائل قوية مفادها أن عهد الجمود الإداري قد ولّى، وأن معايير الكفاءة والانضباط باتت هي الفيصل.
المصادر ذاتها كشفت أن القيادة العليا للدرك الملكي بعثت ببرقيات مستعجلة إلى القيادات الجهوية والإقليمية، تتضمن لوائح اسمية لمسؤولين تمت تنقلاتهم، أو أعفوا من مهامهم، أو غيّروا مواقعهم بعد سنوات من الخدمة.
ويبدو أن هذه التحركات لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة تقارير ميدانية دقيقة، بعضها يشير إلى تقصير مهني، والبعض الآخر استند إلى مبدأ تدوير المسؤوليات بعد أكثر من خمس سنوات من الخدمة في نفس المنصب.
وكان لجهوية الناظور-الدريوش نصيب وافر من هذه التغييرات، حيث عرفت تغييرات واسعة في صفوف رؤساء المراكز الترابية وعناصر الدرك، ما يعكس حجم الدينامية الجديدة التي أراد الجنرال حرمو ضخّها في مفاصل الجهاز الأمني بالمناطق الحساسة.
ففي الناظور مثلاً، تم إعفاء رئيس قسم الدرك القضائي الذي تم نقله إلى القيادة الجهوية بالدار البيضاء، بالإضافة إلى تغييرات طالت مراكز رأس الماء التابعة لسرية زايو، ومركز بني شيكر، وأيضاً مركز ازغنغان، التابعين لسرية الناظور.وغيرها … في إشارات قوية إلى أن إعادة الهيكلة باتت تشمل حتى أدق التفاصيل.
وتأتي هذه الهزّة التنظيمية في سياق سعي الجنرال حرمو إلى ترسيخ مبدأ الحكامة الأمنية الرشيدة وتعزيز نجاعة التدخلات الميدانية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالجريمة المنظمة وتهريب المخدرات. وهنا لا يمكن إغفال الدور اللافت للكولونيل رضوان لحبوب، قائد الدرك الملكي بجهوية الناظور، الذي بصم على أداء احترافي حاز إشادة المتابعين، بفضل مقاربته الحازمة والدقيقة في معالجة القضايا الأمنية المعقدة، وتعامله الصارم مع شبكات التهريب والإجرام .
هذه الحركة، التي تُعدّ الأكبر من نوعها منذ تولي الجنرال حرمو زمام القيادة، ليست سوى البداية، وفق ما تؤكده مصادر الجريدة، حيث من المرتقب أن تشمل الأيام المقبلة تغييرات أوسع تطال كبار المسؤولين في قيادات إقليمية وجهوية وسريات استراتيجية في مختلف ربوع المملكة.
فهل هي بداية مرحلة جديدة في تاريخ الدرك الملكي؟ أم أن القادم سيحمل مفاجآت أكثر جرأة؟ الأيام وحدها كفيلة بالكشف عن وجهة هذه الرياح الإصلاحية العاتية.
29/06/2025