في موقف سياسي غريب ، وجّه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، دعوة مباشرة لجبهة البوليساريو إلى حلّ نفسها والانخراط في الوطن الأم، معتبراً أن عناصرها “إخوة مغاربة ضلوا الطريق”، رغم انتقاده الشديد لسلوكهم العدائي الأخير. جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الجهوي للحزب بجهة درعة تافيلالت، المنعقد بالرشيدية، حيث عبّر عن رفضه لتصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية، واصفاً الهجوم الذي استهدف منطقة خالية قرب السمارة بـ”العبثي والصبياني”، ومشدداً على أن حزبه يدعم كل الخطوات التي تتخذها الدولة في التعامل مع ملف الصحراء المغربية.
بووانو استغل المناسبة أيضاً لتوجيه رسالة إلى النخبة الجزائرية، داعياً إلى حوار مسؤول حول مستقبل المنطقة المغاربية، والتفكير الجماعي في سبل تجاوز التوترات، خاصة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات دامية. كما أكد على الطابع الوطني للقضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة، مطالباً بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ومشيداً بحرية التعبير والتظاهر التي يتمتع بها المواطنون المغاربة في دعمهم المتواصل لغزة والقضية الفلسطينية.
وفي خضم التصعيد الميداني الأخير، عاد النقاش السياسي والأمني ليطفو على السطح، بعد الهجوم الذي استهدف السمارة في 27 يونيو الجاري، بالتزامن مع مبادرة تشريعية أمريكية يقودها السيناتور الجمهوري جون ويلسون، تروم تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي. ووفقاً للخبير القانوني صبري الحو، فإن هذه المبادرة تعزز الرؤية المغربية وتفضح العلاقة العضوية بين الجبهة والجماعات المتطرفة في الساحل، كما تكشف عن تحول نوعي في التعاطي الأمريكي مع النزاع. الحو أشار إلى أن الجزائر، التي تؤوي الجبهة وتغذي خطابها الانفصالي، باتت مهددة بتهم دولية تتعلق بدعم الإرهاب، مشدداً على أن المغرب مطالب باستثمار هذه اللحظة الدبلوماسية لتقوية موقعه في الساحة الدولية وتسريع مسار الحل السياسي القائم على مبادرة الحكم الذاتي.
30/06/2025
