في عملية أمنية غير مسبوقة، اعتقلت السلطات الإسبانية 61 شخصاً وفتحت تحقيقاً مع 17 آخرين بتهم تتعلق بحيازة وإنتاج وتوزيع محتوى جنسي يتضمن استغلالاً للأطفال، وذلك ضمن حملة أُطلق عليها اسم “ترايدنت”. ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، جاءت هذه العملية كثمرة لتحقيقات مكثفة أُجريت خلال الأشهر الماضية، وأسفرت عن ضبط آلاف الملفات الإباحية الخطيرة، ما شكل ضربة موجعة للشبكات الإجرامية العاملة في هذا المجال شديد الخطورة.
العملية، التي نُفذت في أوائل شهر يونيو الجاري، شهدت مشاركة أكثر من 200 عنصر أمني بالتنسيق مع الوحدة المركزية للجرائم الإلكترونية والنيابة العامة المتخصصة، حيث تم تنفيذ أكثر من 100 مداهمة في مختلف المقاطعات الإسبانية. وأسفرت هذه المداهمات عن حجز كميات ضخمة من الوسائط الإلكترونية شملت 37 هاتفًا محمولًا، و63 حاسوبًا، و229 قرصًا صلبًا، و58 وحدة تخزين متنقلة، إضافة إلى أكثر من 1600 جهاز تخزين متنوع، ما يعكس مدى تعقيد وتعاظم هذه الشبكة الإجرامية.
ومن بين المعتقلين، كشفت التحقيقات عن تورط شخصيات تتقلد مناصب ذات حساسية، من بينهم مدرس ثانوي في لاس بالماس استغل منصبه لاستدراج قاصرين وتصويرهم في أوضاع مخلة، وعسكري سابق في كوسلادا بمدريد عُثر بحوزته على تسع قطع سلاح ناري وذخائر إلى جانب مواد محظورة، ومهندس حاسوب في كاستيلون كان يستعمل شبكة منزلية لتمرير المحتوى غير المشروع. وشملت الاعتقالات عشرات المقاطعات منها مدريد، مالقة، إشبيلية، قادس، كاستيلون، سرقسطة، مليلية، الأندلس، جزر الكناري، وغيرها، مما يكشف عن مدى تغلغل هذه الجريمة عبر مختلف أنحاء البلاد.
30/06/2025