معارضة شعبية تنتقد موقف حكومة سانشيز “الضبابي” بشأن الإنفاق الدفاعي وتهدد بتقويض ثقة الناتو

وجه حزب الشعب الإسباني انتقادات لاذعة للحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز، متهمًا إياها بالغموض والتناقض في الالتزام بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، كما اتُفق عليه في إطار حلف شمال الأطلسي. وقال السيناتور فرناندو غوتييريز دياز دي أوتازو، الناطق باسم لجنة الدفاع عن الحزب في مجلس الشيوخ، إن رفض وزيرة الدفاع، مارغريتا روبليس، بلوغ هذا الهدف “في الوقت الراهن”، دون استبعاده مستقبلاً، يعكس سياسة متقلبة تفتقر إلى الوضوح.

وخلال جلسة استماع برلمانية، اتهم أوتازو الحكومة بمحاولة “خداع الجميع في آن واحد”، مشيرًا إلى توقيع سانشيز للاتفاق مع حلفائه ثم تراجعه عنه بشكل أحادي، مكتفيًا باقتراح هدف أكثر تواضعًا لا يتجاوز 2,1% من الناتج المحلي. وأضاف أن هذه الخطوة أضعفت صورة إسبانيا على الساحة الدولية، حيث بدت منقسمة وغير منسجمة، مما أثار قلق الحلفاء وسرور الخصوم. كما كشف أن سانشيز أرسل لاحقًا رسالة إلى الأمين العام للناتو يعلمه فيها بنيته عدم الالتزام بالهدف المتفق عليه، مما فاجأ حتى بعض المقربين منه.

ودق أوتازو ناقوس الخطر بشأن تداعيات هذا التراجع، معتبرًا أن الموقف الرسمي للحكومة الإسبانية ينقل إشارات سلبية داخل حلف الناتو، ويقوض جهود تعزيز الوحدة والتماسك في مواجهة التهديدات الدولية. كما أعرب عن خشيته من غياب تخطيط مالي مستدام لضمان تمويل الدفاع في المستقبل، محذرًا من أن الحلول المؤقتة المعتمدة في ميزانية 2025 قد تنهار في 2026، مما قد يضر بالصناعات الدفاعية الإسبانية. ودعا في ختام مداخلته وزيرة الدفاع إلى توضيح موقف الحكومة بشكل لا لبس فيه، ووقف ما وصفه بـ”الدفاع عن أكذوبة” تم التوقيع عليها رسميًا.