في تصعيد جديد يعكس عمق التوتر المتنامي على الحدود الفاصلة بين المغرب ومليلية المحتلة، وجّه المغربي أمين أزماني، رئيس حزب “Somos Melilla”، انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسبانية، محمّلًا إياها مسؤولية “الاختناق الحدودي” الذي يعيشه آلاف العابرين يوميًا نحو الأراضي المغربية.
أزماني لم يُخفِ غضبه من ما وصفه بـ”الواقع غير الإنساني” الذي يعانيه المسافرون عند معبر بني أنصار، حيث تنعدم أبسط شروط الكرامة، من خدمات صحية إلى ممرات مظللة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتكدس الهائل الناتج عن عملية “مرحبا” السنوية التي تعرف تدفقًا كبيرًا للمغاربة المقيمين بالخارج.
لكن ما جعل تصريحاته تحدث دوياً سياسياً، هو كشفه عن عرض مغربي رسمي تقدم به الرباط إلى مدريد، يقضي بفتح معبر فرخانة المغلق مؤقتًا لمدة أربعة أشهر سنويًا، خاصة خلال فصل الصيف. ورغم الطابع الإنساني والعملي لهذا العرض، يؤكد أزماني أن الحكومة الإسبانية لم تُكلّف نفسها حتى عناء الرد، ما يُثير علامات استفهام مقلقة حول نواياها الحقيقية.
“من غير المفهوم أن تُطرح حلول واقعية وبروح تعاون، ولا تلقى إلا الصمت واللامبالاة”، يقول أزماني، مستغربًا كيف يمكن لدولة تدّعي الدفاع عن الحقوق والكرامة أن تتجاهل مأساة يومية تقع على أبوابها.
وأضاف النائب المحلي أن معبر فرخانة كان دائمًا متنفسًا حيويًا لساكنة مليلية والضواحي المغربية المجاورة، مطالبًا بإعادة فتحه الفوري لتخفيف الضغط الخانق الذي تشهده المنطقة.
كما أشار إلى أن “الكرة الآن في ملعب الحكومة الإسبانية، إما أن تثبت جديتها في تدبير الحدود بروح شراكة واحترام متبادل، أو تواصل سياسة الغلق والإهمال التي لم تؤدِّ سوى إلى تفاقم الأزمة وتغذية الاحتقان الشعبي”.
يبدو أن السلطات الإسبانية أصبحت متخصصة في رياضة “تجاهل العروض”، وتُفضّل الجلوس في الظل… رغم أنها لم توفره للمسافرين. فبينما يذوب العابرون تحت شمس بني أنصار الحارقة، تذوب أيضًا مصداقية الخطابات الرسمية في دهاليز البيروقراطية المدريدية. ولعل “الرد الرسمي” على المقترح المغربي لا يزال عالقًا في طوابير الانتظار… تمامًا كالعابرين على الحدود.
01/07/2025