نصاب ينسج شبكة احتيال باسم “الزربية البويحياوية” والعمل التعاوني بالناظور … صورة مع الملك تحوّلت إلى “جواز عبور” للنصب !

الناظور – محمد اليعقوبي

في فضيحة جديدة تثير القلق حول استغلال رمزية العمل التعاوني والصناعة التقليدية لأغراض مشبوهة، كشفت مصادر مطلعة لـ”كواليس الريف” عن نشاط احتيالي خطير يقوده شخص يُدعى عبد الكريم، يوظف صورة له خلال إحدى الزيارات الملكية لإقليم الناظور – حيث حظي بشرف تقديم منتوجات مجالية أمام صاحب الجلالة – كأداة للتمويه والابتزاز.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن المعني بالأمر نسج شبكة عنكبوتية من النصب والاحتيال، اتخذت من “الزربية البويحياوية” والعمل التعاوني غطاءً، لتغرّر بالعشرات من المواطنين، خاصة من فئة الشباب الطامحين للهجرة أو الحالمين بإنشاء مشاريع صغيرة.

بعد تفجّر قضية السجلات التجارية المزورة وسقوط إحدى الشبكات المتورطة في الناظور، برز اسم عبد الكريم كأحد أبرز الأسماء التي تستغل جهل الضحايا وسعيهم وراء التكوين أو التمويل، حيث يدّعي تارةً أنه محاسب معتمد، وتارة أخرى أنه وسيط مؤهَّل للحصول على تمويلات المبادرة الوطنية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما روج قدرته على تسهيل ملفات التأشيرات نحو أوروبا عبر إنشاء شركات وهمية!

ويحكي أحد الضحايا، شاب في مقتبل العمر، أنه وُرّط من طرف “المحاسب النصاب” في ملف ضريبي معقد، ترتّبت عنه غرامات ثقيلة ومستحقات جبائية لا طاقة له بها، فقط لأنه صدّق الوهم الجميل بامتلاك شركة تسهّل له طرق الهجرة.

الخطير أيضًا، وفق نفس المصدر، أن عبد الكريم يقوم بإعداد شواهد تكوين مزورة في الحرف اليدوية ويبيعها بمبالغ مالية طائلة، مستغلًا صلاته المزعومة ببعض الأطراف المحسوبة على غرفة الصناعة التقليدية.

لا يتحرك عبد الكريم وحده، بل تسانده امرأة توصف بـ”سيدة الظل”، تشاركه مختلف تحركاته، وتدير معه محلًا تجاريًا قريبًا من نيابة التعليم بمدينة الناظور، حيث يتم استقبال الزبائن المحتملين ممن يحلمون بمستقبل أفضل، ليخرجوا في النهاية مثقلين بالديون وشهادات لا تغني ولا تسمن من جوع.

هذه الوقائع الصادمة تطرح علامات استفهام خطيرة حول دور الجهات المعنية، وخاصة المصالح المختصة في الصناعة التقليدية، والضرائب، وكذا سلطات المراقبة، في التصدي لهذه المافيا المقنعة بقناع التعاونيات والتنمية المحلية.

فإلى متى ستظل رمزية الصورة مع جلالة الملك تُستغل لارتكاب جرائم النصب في واضحة النهار؟! وإلى متى سيُترك الشباب الحالم فريسة للذئاب البشرية التي تتغذى على الأمل المكسور؟!

“من الزربية البويحياوية.. إلى الزريبة الاحتيالية.. عبد الكريم جعل من التعاونية وسيلة للتغرير، ومن صورة ملكية مظلة للفرار من المساءلة !”