تنطلق اليوم الثلاثاء بمدينة تكنوبوليس بسلا، فعاليات أول مناظرة وطنية مغربية مخصصة للذكاء الاصطناعي، بمشاركة نحو 2000 من الوزراء والمسؤولين الحكوميين والخبراء الوطنيين والدوليين. وينعقد هذا الحدث الذي تنظمه وزارة الانتقال الرقمي تحت شعار «استراتيجية فعالة وأخلاقية للذكاء الاصطناعي في خدمة مجتمعنا»، ويستمر على مدار يومين، ليكون منبرًا للحوار الوطني المفتوح حول فرص وتحديات توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الصناعة، الصحة، التعليم، الطاقة، والأمن، ضمن رؤية شاملة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تتوزع أشغال المناظرة بين موائد مستديرة تناقش قضايا حاسمة كالحوكمة، الثقة، الأخلاقيات، ودور الذكاء الاصطناعي في الإعلام والديمقراطية، بمشاركة نخبة من الخبراء المغاربة المقيمين في الداخل والخارج، بهدف صياغة رؤية وطنية متكاملة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي. وفي تصريح سابق، أكدت وزيرة الانتقال الرقمي، أمل فلاح السرغوشني، أن المغرب يمتلك مؤهلات بشرية قوية في مجالات الرياضيات والهندسة تؤهله لأن يكون بوابة إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى جهود المملكة لتعبئة تمويلات مشاريع الذكاء الاصطناعي بشراكات أوروبية، مع التركيز على تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة تشمل إنشاء مراكز لتخزين البيانات في عدة مدن.
في إطار خطة التحول الرقمي، كشفت الوزيرة عن إطلاق قانون للإدارة الرقمية وإنشاء مديرية خاصة بالذكاء الاصطناعي داخل الوزارة، إلى جانب إطلاق مؤسسة «الجزري» التي ستعمل على دعم أبحاث تطبيقية في الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات مع الجهات المغربية، كمشروع مع جهة كلميم واد نون لتطوير حلول ذكية في الفلاحة والري. وتحمل المؤسسة اسم العالم المسلم أبو العز بن إسماعيل الجزري، رمزًا للإرث العلمي العريق. وتأتي هذه المبادرة في ظل سباق عالمي محموم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستثمر الولايات المتحدة والصين مئات المليارات، مما يضع تحديات كبيرة أمام الدول النامية لتعزيز تواجدها الرقمي وتمكين قدراتها في هذا المجال الحيوي.
01/07/2025