في واقعة تثير قلق الرأي العام التربوي وتسلّط الضوء على هشاشة منظومة النزاهة داخل الامتحانات الإشهادية، تفجرت مؤخراً فضيحة غش مدوية بمدرسة الإمام الغزالي بجماعة فرخانة اقليم الناظور، خلال اجتياز امتحانات السادس لدورة يونيو 2025، وسط صمت مريب من الجهات الوصية على القطاع بالإقليم.
حيث في صباح الإثنين 23 يونيو 2025، اقتحمت أستاذة للغة العربية، كانت ضمن طاقم المداومة، إحدى قاعات الامتحان التي كان بعض تلامذتها يُمتحنون بها، وشرعت في تلقينهم الأجوبة، في مشهد صادم اعتبره مراقبا الحجرة تجاوزاً يقتضي الطرد الفوري من المركز.
و في محاولة لتلطيف الاجواء ودرء الصدع ، تدخلت منسقة المادة بدورها، محاولة اقناع الأستاذة المتهمة بتشجيع الغش بالانصياع للقانون واخلاء القاعة فورا غير انها لم تعر اي اهتمام لا لتدخلات المراقبين و لا لتدخل المنسقة , وبهذا تكون هذه الأستاذة كرست بذلك سلوكاً خارجاً عن ضوابط الامتحانات ومبادئ تكافؤ الفرص.
ورغم إبلاغ المدير المكلف بتسيير المؤسسة بهذه الواقعة ، والذي كان يشغل مهمة رئيس مركز الامتحان وقتها بمدرسة جمال الدين الافغاني بياسينن غير انه رفض التدخل بدعوى عدم الاختصاص …موجها اياهم بعرض الواقعة على رئيس مركز الامتحان بذات المؤسسة والذي اوكل لرئيس احدى فرعيات م م الامام الغزالي … غير ان نقص تجربة هذا الاخير حالت دون اتخاذ اي قرار من شأنه يلزم الأستاذة المتهمة باحترام سير الامتحان ، مما زاد من حالة الاستياء وسط الطاقم التربوي.
وفي اليوم التالي، حلت لجنة تفتيش بالمؤسسة، وطلبت من أحد المراقبين إعداد تقرير مفصل، إلا أن المدير المكلف الذي لم يكن حاضرا وقتها لاتزاماته خارج المؤسسة رفض ارسال التقرير للمديرية الإقليمية،للبث فيه مبرراً الأمر بكون التقرير يتضمن خطأ ، رغم أنه لم يكن حتى حاضراً لحظة وقوع الحادث.
وكان موقع كواليس الريف قد نشر في وقت سابق لحادثة غش غريبة بثانوية فرخانة التأهيلية ،حيث أقدمت مديرة الثانوية انذاك على إدخال عنصر أجنبي إلى المركز، ويتعلق الأمر بشقيقتها، التي مكنتها بالبادج التمويه المراقب لتقوم بجولة غير مبررة بين قاعات الامتحانات، في خرق سافر للقوانين المنظمة ولأبسط مبادئ الحياد والاستحقاق. وهو تصرف أثار موجة من الاستياء في صفوف عدد من المراقبين الذين اعتبروه تطبيعاً خطيراً مع مظاهر الفساد التربوي. ورغم خطورة الموقف تم التستر على هذه الجريمة النكراء وطني معالمها…
هذان الحادثان فتحا الباب على مصراعيه لأسئلة مشروعة: هل أصبحت مديرية التعليم بالناظور تتغاضى عن الغش وتباركه ضمنياً؟ وهل الهدف هو تضخيم نسب النجاح لتلميع صورة قطاع يترنح؟ أين هي ربط المسؤولية بالمحاسبة التي طالما رُفعت كشعار؟
إن ما حدث في كل من مدرسة الإمام الغزالي وثانوية فرخانة التأهيلية ليس مجرد انزلاق عابر، بل هو جزء من صورة قاتمة تعكس كيف يمكن أن تتحول المؤسسات التعليمية من فضاء للمعرفة إلى مختبر لتفريخ الرداءة.
—
01/07/2025