بقاعة أفراح بجماعة بوعرك ، سيكون الموعد يوم السبت 5 يوليوز 2025 على محاضرة دينية يؤطرها الداعية المثير للجدل ياسين العمري، بدعوة من جمعية ملتقى الناظور للذكر والفكر، تحت عنوان:
“الأخوّة الإيمانية: فريضة دينية وضرورة مجتمعية”، وذلك في قاعة “أفراح جنان” ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً.
هذه المحاضرة تدخل في إطار الأنشطة الثقافية والفكرية لجمعية ملتقى الناظور، وهي جمعية فتية تُحسب لها خطواتها الأولى الواثقة في الحقل المدني والفكري بالمنطقة، وتُشكر على انخراطها الجاد في تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك، مستلهمة روح التصوف المغربي الذي يُعلي من شأن الذكر والتأمل، لا الإقصاء والوعظ السلطوي.
فالداعية الذي اختارته الجمعية ليحاضر في “الأخوّة”، سبق له أن وزّع أحكامًا ضمنية على أهل الريف، ولم يُعرف عنه التراجع أو الاعتذار، بل على العكس، ما زال كثيرون يذكرون محاضرته في مدينة إمزورن الأخيرة ، حين بدا وكأنه يخاطب جمهورًا مُدانًا سلفًا، ملوّحًا بشعارات “الوحدة الوطنية” في سياق أعاد للأذهان خطاب السلطة في عزّ الحراك الشعبي.
الصدمة لم تتوقف عند لغة التلميح. فالعمري لم يتردد لاحقًا في وصف الأمازيغ بـ”الشلوح”، ووصف حروف تيفيناغ بأنها غير متجانسة، كأنما أراد أن يختزل إرثًا حضاريًا عريقًا في نكتة لغوية غير بريئة. فهل تصلح هذه الخلفية لأن تُؤسس على منبر يقال فيه “كونوا إخوة”؟
اللافت أن العمري هذا ، المنفوخ في أطرافه ، وإن حمل لقب “واعظ متنقل”، لا يحمل في جعبته ما يكفي من التصالح مع اختلاف الناس، بل تلاحقه سُحب الشك والاتهام بالتبسيط القاتل لكل ما هو مركّب: من الهوية، إلى اللغة، إلى التاريخ.
ورغم ذلك، تُصر الجمعية المنظمة على فتح المجال للنقاش، في خطوة تُحسب لها، إذ لم ترفع شعار المنع أو الإلغاء، بل قررت أن تحتكم لمنطق الحوار، وإن كان الضيف نفسه لا يُعرف عنه القابلية للاستماع.
وفي هذا السياق، علّق أحد النشطاء الأمازيغ ساخرًا : “هل يعقل أن نُلقى علينا دروس في الأخوة من شخص لم يراجع نفسه أصلًا؟ الأمر يُشبه أن يُلقي من يشتمك بالأمس موعظة في الاحترام اليوم… دون حتى أن يغيّر نبرة صوته.”
وبين نبل أهداف الجمعية وارتباك وقع اختيار المحاضر، تبقى الأنظار موجهة إلى قاعة بوعرك: هل ستكون مساحة للتصالح والمراجعة؟ أم مجرد منصة جديدة لـ”الوعظ من برج عاجي”، حيث يُوزَّع الغفران على الناس من دون الاعتراف بخطايا الخطاب السابق؟
ولعل أبلغ ما يمكن ختم به، ما كتبه أحد أبناء المنطقة: “الأخوّة الحقيقية تُمارس على الأرض، لا تُقرأ من نص محفوظ، ولا تُعلَّق على لافتة قاعة أفراح… من أراد أن يعلّم الناس الإيمان، فليبدأ أولًا بالاحترام.”
02/07/2025