kawalisrif@hotmail.com

فوضى مطار “باراخاس” بمدريد :    عطل تقني يحطم أحلام مسافرين ويُطفئ وداعًا أخيرًا لمغربي مفجوع في والده

فوضى مطار “باراخاس” بمدريد : عطل تقني يحطم أحلام مسافرين ويُطفئ وداعًا أخيرًا لمغربي مفجوع في والده

تحوّل مطار “أدولفو سواريز مدريد-باراخاس” صباح يومه الاربعاء إلى ما يشبه ساحة حرب لوجستية، حيث علِق الآلاف في طوابير ممتدة، وحُرموا من رحلاتهم وأمتعتهم ومناسباتهم العائلية، في ظل غياب فادح للمعلومة ولامبالاة مرعبة من قبل الجهات المسؤولة.

أشدّ القصص وجعاً تلك التي رواها عبد السلام، المسافر المغربي الذي اشترى تذكرة بـ460 يورو ليحضر جنازة والده في المغرب، لكنه علق لساعات طويلة في طابور مراقبة الجوازات. “كان من المفترض أن أكون في المقبرة الساعة الثانية ظهراً… والآن، لن أتمكن حتى من رؤيته للمرة الأخيرة”، قال بصوت متهدّج، بينما ينهار العالم من حوله في صمتٍ مريب.

السبب؟ عطل إلكتروني في نظام الشرطة الوطنية الإسبانية، تزامن مع تدفق غير مسبوق للمسافرين مع بداية موسم العطل، ما أدى إلى انهيار شبه كلي في ممرات التفتيش الحدودية، وتحوّل المطار إلى زنزانة كبيرة بلا أبواب.

ولم يكن عبد السلام وحده في هذا الجحيم. مارتا وعائلتها الفنزويلية عاشوا نسخة حية من فيلم La Terminal، بعد أن فقدوا رحلتهم إلى كراكاس بسبب تأخير طال أزيد من ساعتين. “مرّروا الأوروبيين بسرعة، وتركوا الباقين في عنق زجاجة”، قالت مارتا وهي تحاول كتم دموعها. “دفعنا من جيوبنا ثمن الفندق والطعام والتنقلات… لا أحد يعتذر، لا أحد يشرح.”

أما روبن، القادم من روما في طريقه إلى سانتو دومينغو، فوجد نفسه محتجزًا في مدريد بلا خطة بديلة، بلا فندق، وبلا أمل: “قالوا لنا ننتظر… لكننا لا نعرف ما ننتظر. لا أحد يقول شيئاً. الحقائب؟ مفقودة. الرد؟ معدوم.”

وفي مشهد آخر، كانت كلوديا ولورا تبحثان عن كلبهما الذي شُحن مسبقاً وترك تحت أشعة شمس مدريد الحارقة. “قلنا لهم إن الحيوان لا يستطيع الحركة من شدة الحر… قالوا لنا ببساطة: ‘عليكما الانتظار… اصطفا مثل الجميع.'”

المطار ردّ بأن الخلل يعود إلى “نقص في عناصر الشرطة”، مؤكداً أن نصف وحدات الجوازات فقط كانت تعمل. أما شركات الطيران، فاكتفت بتقديم ساندويتشات وزجاجات ماء، دون أدنى محاولة لتقديم حلول ملموسة. “أعطونا شطيرة… وسلبونا لحظات لا تعوّض”، هكذا لخص عبد السلام مأساته.

جمعيات شركات الطيران برّرت الأمر بأن التعويض غير واجب لأن الخلل “خارج عن إرادتها”، متناسية أن الراكب لا يهتم بمصدر الخلل بقدر ما يطالب باحترام كرامته ووقته وماله.

 

02/07/2025

Related Posts