kawalisrif@hotmail.com

مدريد تهتز … سقوط رجل أعمال يبيع لحومًا فاسدة معالجة بمواد بناء

مدريد تهتز … سقوط رجل أعمال يبيع لحومًا فاسدة معالجة بمواد بناء

في فضيحة صحية تهز الرأي العام الإسباني، اعتقلت الشرطة الوطنية رجل أعمال في مدينة ليغانيس، الواقعة في ضواحي مدريد، بعد اكتشاف نشاط إجرامي خطير تمثل في بيع لحوم فاسدة جرى معالجتها بمواد كيماوية سامة، بعضها يُستخدم عادةً في البناء، كالسلفيتات والمواد المُبيّضة المستعملة في تسوية الجدران.

التحقيقات كشفت أن المتهم لجأ إلى هذه المواد الخطيرة لإخفاء علامات التحلل والرائحة الكريهة للحوم، مما يمنحها مظهرًا “جديدًا” يوهم المستهلكين بأنها صالحة للاستهلاك لخمسة إلى ستة أيام إضافية.

وقد تم توقيف المتهم يوم 26 يونيو 2025 , حيث وُجّهت له تهم ثقيلة أبرزها:

المساس بصحة المواطنين وتعريض حياتهم للخطر،

الاستغلال الفاحش للعمال،

الاحتيال في استهلاك الكهرباء،

التهرب الضريبي خصوصًا في ملف ضريبة القيمة المضافة (TVA).

كما كشفت السلطات أن المتهم كان يستغل مهاجرين غير نظاميين في ظروف عمل قاسية تصل إلى 26 ساعة متواصلة يوميًا، مقابل أجور زهيدة أو دون أجر إطلاقًا. أما من يرفض أو يعترض، فكان يواجه التهديد المباشر بالطرد أو التبليغ للشرطة.

جاء التدخل الأمني بعد بلاغ من مفتشي العمل والضمان الاجتماعي، الذين رصدوا أوضاعًا مشبوهة داخل المصنع. وخلال المداهمة، رفقة فرق من وزارة الصحة، تم اكتشاف كميات ضخمة من اللحوم المتعفنة داخل غرف التبريد، حيث كانت الروائح الكريهة تنبعث حتى من خارج المبنى.

وإلى جانب اللحوم، تم العثور على مواد كيماوية خطيرة كانت تُستخدم في محاولة “تجميل” اللحم الفاسد، مما دفع بالسلطات إلى إغلاق المنشأة بشكل فوري.

ورغم أن الشركة مرخصة فقط لمعالجة لحوم الخنازير، إلا أن الشرطة عثرت على أنواع متعددة من اللحوم، منها لحوم دواجن، ما أثار مخاوف من وصول لحوم سامة إلى موائد المستهلكين. وتعمل السلطات حاليًا على فحص الوثائق وتعقّب قنوات التوزيع التي وصلت إليها المنتجات المغشوشة.

ولم تتوقف المفاجآت هنا، إذ تبيّن أن صاحب المصنع كان قد درّب العمّال على الهروب أثناء المداهمات، عبر فتحة في السقف أو ممر خلفي يؤدي إلى السطح، في مشهد لا يقل عن أفلام العصابات!

التحقيقات لا تزال متواصلة، وسط ترجيحات بوجود شركاء آخرين وسلسلة توزيع أوسع مما هو معروف حاليًا. وقد عبّر مسؤول في وزارة الصحة عن صدمته، قائلًا: “إنها ليست مجرد عملية احتيال، بل تهديد مباشر لأرواح الناس واستعباد للضعفاء. يجب أن يُحاسب بأقصى درجات القانون.”

هذه القضية أعادت إلى الواجهة ملف الرقابة الصحية والأمن الغذائي في إسبانيا، وطرحت تساؤلات عميقة حول فعالية أنظمة التتبع والمراقبة، خاصة في ظل ازدياد حالات الغش الغذائي والاستغلال البشري في القطاع الصناعي.

 

02/07/2025

Related Posts