في إطار دينامية التعاون الاقتصادي المتصاعد بين الرباط والرياض، وصل وفد رفيع من اتحاد الغرف السعودية إلى المغرب، يضم ممثلين عن 30 شركة وعدداً من المسؤولين الحكوميين، في زيارة تشمل أيضاً موريتانيا. وتهدف هذه الجولة إلى تعزيز الشراكات التجارية واستكشاف الفرص الاستثمارية التي يتيحها الاقتصاد المغربي، خصوصاً في ظل ما تتيحه رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من انفتاح على الأسواق الدولية وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن الزيارة تسعى إلى خلق جسور تواصل فعّالة بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم في المغرب وموريتانيا، مع التركيز على تطوير مشاريع نوعية تعزز التبادل التجاري وتُرسّخ التعاون الاستراتيجي.
ويترأس الوفد حسن بن معجب الحويزي، رئيس اتحاد الغرف السعودية، الذي سيجري لقاءات مع مسؤولين مغاربة لتسليط الضوء على الحوافز الاستثمارية المتاحة في المملكة. وتشير الأرقام إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 5 مليارات ريال سعودي، أي ما يزيد عن مليار و300 مليون دولار أمريكي، 13 في المائة منها واردات سعودية، ما يعكس وجود إمكانيات كبيرة لتطوير هذا الرقم في ضوء المشاريع المرتقبة. وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي رشيد ساري أن السعودية تبدي اهتماماً خاصاً بقطاعي التعدين والصناعات الاستخراجية داخل المغرب، خاصة في ما يتعلق بمعادن مثل النيكل والكوبالت، كما لا يُستبعد الدخول في مجالات مبتكرة مثل السياحة الذكية، السيارات الكهربائية، والطاقات المتجددة، التي تشكل بدائل واعدة في سياق التحول الاقتصادي الذي تسعى إليه الرياض.
من جانبه، شدّد المحلل الاقتصادي عبد الخالق التهامي على أن الاهتمام السعودي بالمغرب يعكس ثقة رأس المال الخليجي في استقرار المملكة وجاذبية مناخها الاستثماري، خصوصاً مع استعداد البلاد لاحتضان كأس العالم 2030. ويرى التهامي أن الشركات السعودية تملك القدرة التنافسية لاقتحام مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل الطرق والسكك الحديدية، حيث توفر إلى جانب التمويل، الخبرة التقنية والمعرفة التكنولوجية. كما لفت إلى أن القطاع السياحي لا يزال يحمل فرصاً واعدة، رغم تراجع حضور الاستثمارات السعودية مقارنة بنظيرتها الإماراتية، مشيراً إلى أن تعميق التعاون في هذا المجال من شأنه تعزيز مكانة المغرب كوجهة اقتصادية وسياحية مفضلة في المنطقة.
02/07/2025