في لقاء ملتهب لا يخلو من كواليس intrigue ودهاليز المصالح، شهد منزل رئيس جماعة قاسيطة بإقليم الدريوش، يومه الخميس 3 يوليوز، لقاءً تسخينيا للإنتخابات المقبلة ، جمع منتخبي حزبي الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية، وبعض المحسوبين لونا على حزب الاستقلال، إلى جانب آخرين محسوبين على طيف سياسي متنوع، لكن ما وُصف باللقاء “التشاوري” تحوّل إلى محكمة مفتوحة .
في قلب العاصفة … كان لافتًا حضور النائب البرلماني عبد الله أشن عن الحركة الشعبية، إلى جانب الملياردير المثير للجدل محمد مكنيف البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، وخادمه الأكثر إثارة للغضب في المشهد المحلي ، رئيس المجلس الإقليمي، المصطفى بنشعيب. هذا الأخير، الذي يبدو أن عزلته السياسية باتت مكشوفة، وجد نفسه محاصرًا بأسئلة نارية من الحضور، خاصة بشأن تهميشه المتعمّد لعدد من الجماعات الترابية بالإقليم وحرمانها من مشاريع البنية التحتية والتنمية، في سلوك وُصف بالانتقامي من منتخبين لم يرضخوا لخطه السياسي.
في لحظة حاسمة، تجمّدت ملامح بنشعيب، وتلعثم أمام وابل الانتقادات، وسط ذهول الجميع. لم ينطق ببنت شفة. لكن المفاجأة الكبرى كانت حين تدخل “ولي نعمته”، البرلماني الملياردير محمد مكنيف، الذي لم يتردد في ارتداء عباءة محامي بنشعيب، بل خادمه المطيع، ليرد بالنيابة عنه محاولًا تبرير ما لا يُبرر.
مأدبة اللئام … تحوّلت الطاولة التي جمعتهم إلى منصة “غمز وهمز” ، بين من يدافعون عن مصالح ساكنة حرمت لسنوات من الحد الأدنى من الخدمات، وبين المحسوبين على السياسة الذين جعلوا من التنمية ورقة مساومة. مأدبة قيل إنها تشاورية، لكنها لم تكن سوى وليمة اللئام على جسد الإقليم المنهك.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الألاعيب السياسية في الكواليس، تبقى ساكنة الدريوش تتساءل: من سينتصر؟ صوت التنمية والكرامة، أم حفنة من المنتفعين جعلوا من السياسة مطية لتصفية حساباتهم الضيقة لتحقيق مرائبهم ؟
03/07/2025