بعد أن تلقت الجزائر صفعة سياسية واقتصادية قاسية نتيجة قرارها الأحادي بقطع العلاقات مع إسبانيا، بدأت مؤشرات تغيير اللهجة تظهر من قصر المرادية. النظام العسكري الجزائري، الذي لطالما راهن على التصعيد، يبدو اليوم بصدد مراجعة حساباته، مدفوعًا بتداعيات التوتر الذي كبّد قطاعات حيوية خسائر جسيمة.
وفي خطوة تحمل أكثر من رسالة، شارك الوزير الأول نذير العرباوي هذا الأسبوع في مؤتمر “تمويل التنمية” بمدينة إشبيلية الإسبانية، وسط أنظار مراقبين اعتبروا حضوره اختراقًا مدروسًا ومؤشرًا واضحًا على نية الجزائر فتح صفحة جديدة مع مدريد.
لكن الحدث الأبرز لم يكن المشاركة فحسب، بل اللقاء الذي جمع العرباوي برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في أول مصافحة سياسية رفيعة بين البلدين منذ اندلاع أزمة 2022. لقاء كُسرت فيه الجليد ، حيث يقرأه المراقبون كبداية لانعطافة في موقف الجزائر ، بعد أن اقتنعت أخيرًا أن مجابهة مدريد لم يحقق شيئًا سوى مزيد من العزلة والخسائر الاقتصادية لدولة الكابرانات ؟
الشرارة الأولى اندلعت في مارس 2022، عندما فجّر سانشيز مفاجأة سياسية بدعمه العلني لمغربية الصحراء. الجزائر، التي اعتبرت هذا الموقف “طعنة في الظهر”، سارعت للرد بسحب سفيرها وتعليق معاهدة الصداقة، إلى جانب فرض حصار تجاري صامت طال الشركات والبنوك.
غير أن الوقائع على الأرض، وسير العجلة الأوروبية بعيدًا عن الحسابات الجزائرية، جعل النظام في الجزائر يعيد النظر في تكتيكاته.
03/07/2025