في تطور لافت يهدد بتفكيك الهيكل الأمني الهش في جنوب سوريا، أفادت مصادر ميدانية بانشقاق المئات من عناصر الأمن العام عن الجهاز، على خلفية اللقاءات التي أجراها الرئيس أحمد الشرع – المعروف سابقًا بأبي محمد الجولاني – ضمن مسار تقارب مفاجئ مع إسرائيل.
الانشقاقات، التي انطلقت شرارتها من محافظة درعا، جاءت كرد فعل مباشر على ما اعتبرته هذه المجموعات “خيانة للمبادئ الجهادية” التي تأسست عليها، حيث عبّرت قيادات منشقة عن رفضها التام للتطبيع والسلام مع تل أبيب، واعتبرت أن الشرع تنصل من تعهداته، بل بات خصمًا لقضية كانوا يعتبرونها “المحطة القادمة في نضالهم: القدس”.
الصحافي عطا فرحات، في تصريحات خاصة، كشف أن “سرايا أنصار السنة”، المنشقة سابقًا عن “أحرار الشام” والتي تبنت تفجير كنيسة دمشق، أعلنت عن إعادة هيكلة صفوفها وفتح باب التطويع، مؤكدة أنها هيئة مستقلة تعارض الشرع وسياساته الجديدة، وتستمر في تبني عمليات داخل الأراضي السورية.
ولعلّ ما يزيد المشهد تعقيدًا، هو ما نقلته وسائل إعلام عن مصادر داخل إدلب، تؤكد أن فصائل كانت قد دعمت الشرع وصوّتت له كرئيس في وقت سابق، بدأت تتراجع وتنأى بنفسها عن مشروعه، في ضوء انكشاف الحوار الإسرائيلي السوري خلف الكواليس.
في السياق نفسه، تداولت وسائل إعلام غربية صورًا توثّق لقاء الشرع بالرئيس الفرنسي في باريس، في مشهدٍ يثير تساؤلات حول الدعم الدولي الذي يتلقاه، ومدى تناغم أجندته الجديدة مع خارطة المصالح الغربية في المنطقة.
فهل دخلت سوريا فعلاً في مرحلة “الشرع بلا شرعية”؟ وهل تتحوّل الانشقاقات إلى موجة أكبر قد تعصف بالتوازنات داخل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام؟ سؤال مفتوح على كل الاحتمالات.
04/07/2025